IMLebanon

تكريس المراوحة رئاسياً لا ينسحب على «النيابية»

في الوقت الذي يستعد فيه المجلس النيابي لترحيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية إلى موعد جديد، يرتفع منسوب التشاؤم من إمكان ظهور بصيص ضوء وأمل في نفق الشغور الرئاسي القاتم، بحيث بات محسوماً أن هذا الملف باقٍ على حاله من المراوحة في المربّع الأول، بانتظار حصول معجزة في زمن تغيب فيه المعجزات، على حدّ قول مرجع نيابي سابق يراقب عن كثب تطوّرات الجدل الداخلي حول الدستور والتوافق والتسويات المنشودة. واعتبر هذا المرجع أن نتائج محطة الحوار الوطني الأخيرة قد أظهرت بوضوح أن انتخابات الرئاسة هي الأساس والمدخل إلى تطبيق اتفاق الطائف، وذلك قبل البدء بطرح تنفيذ بنود هذا الإتفاق، لا سيما أن المشهد النيابي لا يحمل مؤشّرات على إمكان الخروج من حالة التعطيل التامة. كذلك، وجد أن انتظام عمل المؤسّسات، وفي مقدّمها الحكومة، هو العامل الوحيد الإيجابي في هذا المشهد، الأمر الذي يترك بعض الملامح حول إمكان صمود المعادلة الحالية على الأقلّ على صعيد الوضعين المالي والأمني، اللذين ما زالا محصّنَين في مرحلة الأخطار والزلازل التي تعصف بالمنطقة. وأكد أن مجلس الوزراء ينهض بكل الأعباء المترتّبة عن حال الشغور الرئاسي والتعطيل النيابي.

وانطلاقاً من صورة التأجيل المستمر للإنتخابات الرئاسية، قال المرجع النيابي السابق نفسه، أن هذا التأجيل سينسحب، وبفعل الأمر الواقع على قانون الإنتخاب الذي سيراوح مكانه أيضاً، مما يرجّح الآن، وأكثر من أي وقت مضى، العودة إلى قانون الستين، وليس التمديد للمجلس النيابي. وبالتالي، فإن إجراء الإنتخابات النيابية قد يكون الأمر الوحيد المحسوم في المدى المنظور، بحسب المرجع، الذي كشف عن ضغوط دولية، وتحديداً أوروبية، على الحكومة لعدم تأجيل الإستحقاق الإنتخابي النيابي، وذلك على غرار المناخ الذي دفع سابقاً نحو إجراء الإنتخابات البلدية والإختيارية.

ومن هنا، فإن استقرار المعطيات الخارجية على عدم التدخّل في أية تسوية رئاسية، لا يعني أن هذا الواقع ينسحب على الإستحقاق الإنتخابي، بل على العكس، فإن هذه الخطوة ضرورية للحفاظ على صورة الدولة اللبنانية وعلى العامل الديمقراطي المطلوب كونه شرطاً أساسياً من استمرار الدعم الغربي للحكومة. واعتبر أن تباعد المواقف على المستوى الرئاسي يقابله توافق على أن الخروج من دائرة الشلل يتم من خلال الإنتخابات النيابية، على الأقل في ظل عملية رسم المشهد الإقليمي، وبشكل خاص على الساحة السورية التي لم تستقر العملية السياسية فيها، بل على العكس عادت إلى نقطة سابقة من الصراع العسكري رغم التعاون الأمني الروسي ـ الأميركي على محاربة تنظيم «داعش».

من جهة أخرى، فإن سقوط الرهان على إنجاز الإتفاق حول الإستحقاق الرئاسي كان شبه متوقّع على حدّ قول المرجع ذاته، والذي أكد أن غياب الضوء الأخضر الخارجي الإقليمي كما الدولي على توافق سياسي في لبنان، قد أدّى إلى إحباط المساعي التي كانت انطلقت خلال الأسابيع الماضية وبزخم كبير، لترجيح انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية خلال شهر آب الحالي.