المسؤولون الذين يتحصّنون في قصورهم المتخمة بالمال والطعام، لا يجدون وقتا لمتابعة التظاهرات الشعبية التي تنطلق مؤخرا يومي السبت والاحد، لأنهم اذا كانوا يتابعون، لا اعتقد انهم كانوا يأخذون مواقف خالية من اي مضمون كتلك التي يطلقونها في المناسبات، والتي لا تختلف بشيء عمّا يردده ويعيده الببغاء من كلام يسمعه.
الجميع مع مطالب الثوار والجميع في ذات الوقت ضد هذه المطالب، لأن تنفيذها في نهاية الامر سيكون بداية نهاية هؤلاء المسؤولين الذين على ما يبدو يجيدون تماما «حكاية ابريق الزيت» لأنهم مع كل جواب للجماهير، ايجابيا كان او سلبيا، يقولون للناس «ان قلتم إي، أو قلتم لأ، منحكيلكم حكاية ابريق الزيت؟»
مشهد التظاهرات التي انطلقت اول امس في صور وبيروت وطرابلس وزحلة وانطلياس والعديد من المناطق، يدمي القلب ويثير الغضب، لمنظر الكهول والعجائز والمتقدمين في العمر وهم يتقدمون التظاهرات هرولة يتحدّون اعمارهم وجوعهم وضعفهم وامراضهم وفيروس الكورونا، ويتناولون طعاما حمل اليهم من اوفياء عبارة عن سندويش صغير، يساعدهم على اكمال الطريق، علّهم يصلون حيث يعتقدون ان اصواتهم ستصل الى المسؤولين، ويفاجأون وهم يستمعون الى رئىس الحكومة حسّان دياب، انه يردد ويعيد ما يقولونه هم لا اكثر ولا اقل، وكأنه ينتظر منهم ان يحلّوا له مشكلاته لا ان يحلّ هو مشكلاتهم ومطاليبهم التي ينادون بها منذ اشهر.
****
في عظة قداس يوم امس الاحد طلب البطريرك الماروني بشاره الراعي من المسؤولين تنفيذ تصحيح المشكلات التي تميت الدولة، على ان تبدأ بكارثة الكهرباء، لكنه ايضا قال كلاما خطيرا جدا عندما ألمح الى ان هناك من يحاول تفكيك النظام اللبناني، في اشارة منه الى موضوع المصارف، مؤكدا ان الكنيسة لن تسمح بذلك، ومعروف ان البطريرك الماروني يتكلم باسم الكنائس مجتمعة في الازمات الصعبة التي تتعلق بالكيان اللبناني كما انه نقل عن بكركي ان احتجاجات كثيرة وصلتها من مؤمنين يستنكرون تغريدة الاعلامي رياض قبيسي التي شدّ فيها على يد الطبيب في مستشفى الشهيد رفيق الحريري الذي رفض ان يسمح لمريضة باستخدام تراب من قبر القديس شربل تؤمن انه سيشفيها وقد دعمته زوجته الاعلامية في تلفزيون O.T.V جوزفين ديب بتغريدة تهكمت فيها على الذين يلجأون الى هكذا تصرفات.
من جهة ثانية علم ان بكركي تتابع عن كثب موضوع التشكيلات القضائىة وما يدور حولها من ضغوطات سياسية وحزبية لتعديلها ورفض رئىس مجلس القضاء الاعلى سهيل عبود اي تدخل واي مراجعة لتعديل التشكيلة التي حظيت باجماع اعضاء المجلس.