IMLebanon

سخونـة سياسيّة فـي الكوالـيس بــيـن ديــاب و«المستقبــل»

 

تسعى قيادات سياسية منضوية في ما كان يعرف بفريق 14 آذار، إلى إعادة تنشيط تحرّكها من دون أن يكون هناك توجّه لإعادة الحياة إلى هذه الجبهة، وذلك، بهدف العمل السياسي على الساحة الداخلية من أجل مواكبة الإستحقاقات المقبلة، وعلى رأسها معركة رئاسة الجمهورية. وتترقّب هذه القيادات، وفي مقدّمها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، انحسار أزمة وباء «كورونا» الذي يحتل مرتبة الصدارة لديها، وذلك في ظل مواكبة حثيثة، لا سيما في منطقة الجبل، حيث يسجّل استنفار إجتماعي في القرى والبلدات لمواجهة هذا الوباء ودعم المواطنين والوقوف إلى جانبهم في هذه الأزمة.

 

لكن هذا الإنشغال، لا يلغي مواصلة العمل من خلال التواصل ما بين هذه القيادات السياسية، من أجل وضع روزنامة تحرك مستقبلي، تركّز على العنوان المرفوع من قبل جنبلاط، وهو قطع الطريق على وصول رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير السابق جبران باسيل، إلى رئاسة الجمهورية، والدعوة إلى استقالة العماد ميشال عون.

 

ووفق مصادر الحزب الإشتراكي، فإن هذا التحرّك سيتماهى مع تحركات لعدد من القيادات السياسية وحتى المسيحية منها، والتي تحدّثت عن ضرورة تنحّي رئيس الجمهورية أو دعوته للإستقالة، وفي طليعة هذه القيادات رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون والنائب السابق فارس سعيد. وعليه، كشفت المصادر نفسها، عن مساعٍ قائمة من قبل جنبلاط لتشكيل جبهة سياسية ضدّ العهد، وفي هذا الإطار، تأتي زيارات موفد من الحزب التقدمي الإشتراكي إلى بكركي وإلى مرجعيات روحية أخرى.

 

وعلى خط موازٍ، أضافت المصادر نفسها، أن التنسيق مستمر بين وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري العائد في وقت قريب إلى بيروت، حيث توقعت حصول لقاء بينهما، ومن المحتمل أن يتّسع ليضم قيادات اخرى تحت عنوان «الإستعداد للإستحقاقات المقبلة»، ومن بينها صدور القرار عن المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث كشفت المصادر نفسها، عن توجّه لدى كل من الحريري وجنبلاط نحو التهدئة وتحييد حزب الله في هذه المرحلة، وذلك، انطلاقاً من الحرص على الهدوء بسبب جملة معطيات داخلية وخارجية تشهدها الساحة المحلية، خصوصاً وأن الرئيس الحريري يقدّر دعم حزب الله له في المرحلة السابقة، في الوقت الذي تخلّى عنه مقرّبون منه وحلفاء.

 

وبانتظار، وضع هذه العناوين على سكّة التنفيذ، أشارت المصادر نفسها، إلى أن التواصل بين كل هذه القوى السياسية، يتم اليوم من خلال الرسائل النصّية، بسبب الوضع المستجدّ وغياب اللقاءات السياسية المباشرة، ولكن من دون إغفال وجود سخونة سياسية بين الحكومة وعدد من المسؤولين، بعدما اتّخذ رئيس الحكومة حسان دياب، قراره بالتصعيد، وتحميل الحكومة السابقة المسؤولية عن الأزمات الحالية في ما يبدو مؤشّراً على مواجهة مقبلة ما بين رئيس الحكومة والرئيس الحريري، وقد يتدخّل فيها رئيس الإشتراكي لدعم حليفه، خصوصاً إذا استمرّت الحملة على الحكومة السابقة بالوتيرة نفسها، والتي يعتبر جنبلاط أنه مستهدف فيها أيضاً.