IMLebanon

فتور بـيـن عون وبــري بسبب التأليف… و«دفــــع» لحكومة ديـــاب

 

وساطة مصرية على الخط الباريسي لتكليف شخصية مُسالمة مُشابهة لأديــب

 

بعد إعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة الجديدة، في مرحلة من اصعب المراحل التي يمّر بها لبنان، ثمة خطورة كبيرة تزداد على الوضع المـتأزم، سيقود لبنان نحو المجهول في حال لم يتم اي حل في القريب العاجل، على وقع فشل المبادرة الفرنسية التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكنها تهاوت تحت ضغط الشروط التي منعت تسهيل ولادة الحكومة، وعندها حاول الجميع موالاة ومعارضة الإيحاء بتمسّكهم بالمبادرة المذكورة، واضعين اللوم على بعضهم ، فيما المواطن يئن من الجوع والبطالة والمرض والفقر، في ظل تدهور كبير لسعر العملة الوطنية مقابل الدولار الاميركي، والذي إشتعل منذ يوم السبت الماضي على أثر تقديم أديب إعتذاره، فشارف قيمة التسعة الاف ليرة في السوق السوداء ، ترافق مع ارتفاع كبير لأسعار المواد الغذائية، وكل انواع السلع وغيرها بشكل مخيف، وهذا يعني المزيد من التدهور الاقتصادي من دون ان يرّف جفن السياسييّن.

 

الى ذلك افيد وفقاً لمعلومات من وزير سابق، بأن أديب تحدث عن الصعوبات العديدة التي تعتريه خلال اللقاء الاخير مع رئيس الجمهورية، اي قبل اعلان الاعتذار، فيما اكد له جميع الافرقاء في السابق بأنهم لا يعترضون على الورقة الفرنسية، وهذا يعني انه نقل كذب الجميع الى بعبدا، والى الرئيس الفرنسي خلال المكالمة المسائية الاخيرة اي ليل الجمعة، ناقلاً انّ أديب عانى الامرّين خلال المدة القصيرة التي كُلّف خلالها بالمهمة الشاقة، لانه كان مطوّقاً بالاكاذيب من كل حدب وصوب، فيما هو كان آتياً في مهمة محددة امل فيها إنقاذ لبنان، على الاقل من الغرق وبمعاونة الجميع، لكنه فضّل العودة الى برلين حيث كان راضياً وسعيداً بعمله الدبلوماسي، بعيداً عن تناحر سياسييّ لبنان.

 

هذا وإعتبر الوزير السابق بأنّ المرحلة اليوم لتمرير الوقت فقط، لان ليس هنالك من إستشارات جديدة، نظراً لإنتشار وباء كورونا في قصر بعبدا، بعد إصابة عدد من المستشارين والموظفين، كما انّ الرئيس الفرنسي اعطى مهلة ما بين 4 الى 6 اسابيع لتكليف شخصية والمضيّ بالتأليف، وترافق ذلك مع تهديد لكل السياسيين، اي انه رمى الكرة في ملعب الجميع، الذين تقاذفوا الاتهامات والفشل في عملية التأليف الحكومي، والذين يتمسّكون في العلن اليوم بالمبادرة الفرنسية، على الرغم من انّ عملية إنعاشها تحتاج الى محاولة شاقة كي تصل الى نتيجة ايجابية، ناقلاً عن مصدر دبلوماسي عربي، بأنّ مصر دخلت على خط الوساطة مع باريس، للتوصل الى حل يؤدي الى تكليف شخصية مسالمة وهادئة كمصطفى أديب، يرضى عنها الجميع علّها توصل الى شاطئ الامان، وتنقذ لبنان قبل الغرق النهائي، وإلا فكل ما يقال عن الانهيار الكامل والجوع والمجاعة سيحصل في ظل فشل نهائي للدولة، اي سيكون لبنان مفتوحاً على شتى الاحتمالات، وخصوصاً الفوضى والسقوط الكامل مع تدهور أمني بدأنا نشهد بوادره منذ اسابيع، مع تحرّك الخلايا الارهابية النائمة والتي إستيقظت فجأة وفي هذا التوقيت بالذات، مما يؤكد انّ طريق جهنم ُفتحت في كل الاتجاهات، وعلى السياسييّن ان يعوا خطورة الوضع قبل فوات الاوان، وعندها ستغرق السفينة بمَن فيها ولن ينجو احد.

 

من ناحية ثانية لفت المصدر المذكور، الى وجود فتور بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بسبب التأليف الحكومي، وهذا يعني انّ الملف عاد الى المربع الاول، أي انّ المحركات الحكومية مطفأة ولن تدار قبل عشرة ايام على الاقل، في ظل دفع لحكومة حسان دياب مع إعطائها بعض الوهج لان المرحلة تحتاجها ولو انها لم تكن على قدر تلك المرحلة الصعبة.