كوميديا سحب بند تعيين نواب حاكم مصرف لبنان ورئيس وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف من جدول أعمال اجتماع الحكومة اليوم واعتراض رئيسها شبه الفولكلوري رفضاً للضغط الممارس على حكومته معتبراً أنّ «هذه التعيينات، لا تشبهنا جميعاً كحكومة تكنوقراط»، يا إلهي رئيس الحكومة «مصدّق» أنّ حكومته «تكنوقراط»، حكومته التي تزايد على نفسها أمام اللبنانيين معلنةً ومصدّقة أنّها «حكومة مواجهة التحديات» لتزيدُ اللبنانيين يقيناً على يقين بأنّهم أمام دولة مهزلة لا مسؤولة ومستهترة إلى درجة الفجور!
يجول اللبنانيون بنظرهم حول العالم، تهتزّ دولة عريقة بتاريخها تحت وطأة الوباء والموت الجماعي وتكدّس الجثث ورماد الموتى الذين تمّ إحراقهم، يغضبون من حكوماتهم ومن الطريقة التي واجهوا فيها الوفاء يحسبون تقصيرهم ويقولون لهم فلتنتهِ هذه المحنة ليس الآن وقت الحساب، سنحاسبكم بعد الخروج من هذه الأزمة، تترنّح هذه الحكومات لدى مواطنيها ألف سبب لمحاسبتها لكنّها لا تسقط من نظرهم لأنّها مشغولة بحماية الشعب وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ويعودوا إلى لبنان وسط دوّامة الوباء والانهيار الاقتصادي والأزمات التي زادت الوضع تأزيماً على تأزيم، ليجدوا دولتهم وفرقائها مشغولة غارقين في عهرهم السياسي ممعنين في ممارسة رذيلتهم التي لا ترحم هذا البلد حتى في زمن الوباء وانكفاء الجميع خوفاً للحجر في بيوتهم، دولة عينها «جقمة» إلى أبعد الحدود!!
وسط هذا الخلط المخيف في المشهد اللبناني، لا بدّ لنا من تسجيل شهادةً صادقة فيها الحلّ لكلّ أزمات لبنان ـ حتى وباء الكورونا ـ طالما لبنان مستمر في ممارسة الهروب من مواجهة أزمته الحقيقيّة بعقلانية الحوار الصارم والحازم لن يتغيّر هذا الواقع خصوصاً وأنّ الجميع متواطىء بإضمار الصمت تجاه حزب الله وسلاحه ودويلته وتحييدها عن توجيه أصبع الاتهام لها بأنّ الحزب هو المتسبّب الحقيقي في معاناة الشعب اللبناني وانهيار البلاد، مع الإشارة والاعتراف بأنّ كلّ الكلام لا يقدّم ولا يؤخّر عند حزب الله ولا عند إيران، حتى في عزّ تفشّي وباء كورونا في لبنان، نودّ أن نطرح سؤالاً على وزير الصحّة الذي يمثّل حزب الله في الحكومة هل يملك أي إحصاء واضح بعدد حاملي الفيروس في مناطق حزب الله المحظورة على الدولة اللبنانيّة كالضاحية الجنوبية فقط، ومسبقاً نعرف أنّه لا هو ولا الحكومة ولا رئيسها يملكون أي معلومات حول وضع الوباء والذين طالهم الفيروس في مناطق حزب الله!!
من المؤسف أنّ لبنان عالق في دوّامة من الصعب خروجه منها مهما حاول، لن ينجح في هذا حتى تلفظه هي خارجها، وعلى اللبنانيين ـ وفي هذه المرحلة بالذات ـ أن لا ينسوا أبداً أنّ التجربة مع حزب الله قد أفرزت واقع استطاعته أن يفرض على الدولة وعلى كلّ الحكومات منذ العام 2006 وعلى اللبنانيّين كلّ السياسات التي أرادها ونجح في تعطّيل البلاد وشلّها، فيما يلعب أمين عام حزب الله حسن نصرالله دور مرشد الجمهوريّة وأسوأ مخاوفه هي خروج اللبنانيين عن صمتهم وصراخهم لإيقاظ العالم ـ برغم غرقه في جائحة كورونا ـ على حقيقة صواريخ الحزب التي حوّلت لبنان إلى حدود إيرانيّة، سيستمرّ لبنان في دفع أثماناً باهظة معه هكذا دولة وحكومة، وعقلية محاصصة وتقاسم الجبنة فقط، لبنان ما يزال مختطفاً من قبل حزب الله و»رهينة» المصلحة الإيرانية ومهما كان الثمن، وسط هذا المشهد المخيف من حولنا مالياً واقتصادياً وصحيّاً، بالرّغم من كلّ شيء «لا تضيّعوا البوصلة»!