Site icon IMLebanon

كورونا أعطى حكومة دياب فرصتها

 

 

 

الوباء هو ايضاً امتحان… صدف ان حكومة الرئيس حسان دياب ولدت عشية هجمة “كورونا” العالمية. لم تكن في مقاييس الواقع القائم أكثر من محاولة فاشلة لتقديم صيغة تكنوقراطية سياسية، ومع ذلك بقي رئيسها مصراً على رؤيته الفلسفية لها، أو ما قال انه يريده منها، كتركيبة تستجيب لمطالب انتفاضة 17 تشرين في الاقتصاد والمال والسياسة والإدارة و… العدل!.

 

المولود لا يخفى على منتظريه. وهو جاء نسخة منقحة عن افضل ما يمكن ان يقدمه فريق سياسي يقوده “حزب الله” تحت ضغط الحاجة الى التخفي وراء مطالب الناس، ولذلك لم يكن مفاجئاً ان يُطلَق على هذا المولود اسم حكومة “حزب الله” أو حكومة “8 آذار” تخفيفاً.

 

أنقذ الوباء الحكومة من الشارع، ووفر لها فرصةً لا تُقدر بثمن لتتقدم من الشعب اللبناني بوصفها النبي موسى كمنقذ لشعبه، أو على الأقل كديغول محرر الفرنسيين الذي له في صفوف حكام البلد مقلدون بما يكفي ويفيض.

 

معالجةُ نقاط ثلاث كانت تكفي للقول إن الحكومة لا بأس بها:

 

1 – خطة علمية، غير سياسية، باعتبار الوباء ليس مسألة سياسية، لمكافحة “كورونا”.

 

2 – إتخاذ تدابير مالية اقتصادية عاجلة لتحرير أموال المودعين، خصوصاً الصغار ومتوسطي الحال منهم، وتحريك الحد الادنى من عجلة الاقتصاد الوطني.

 

3 – ردم الهوة التي حفرها أطراف لبنانيون في السلطة بين لبنان وعمقه العربي والدولي، واستنهاض علاقات لبنان الخارجية التي يحتاجها أكثر من أي وقت وعلى مختلف المستويات.

 

لم يحصل الا القليل على هذه المحاور الثلاثة، وبعضه مَشوب بالتعثر والتردد، وحصل الكثير على محاور تقليدية أخرى. ظهر ان فيروساً أصلياً هو الاقوى، ينتشر في مناخ التعيينات والمحاصصات وترتيب الأوضاع، هو فيروس يُنسب الى الطائفية، لكنه في الواقع بات جزءاً من التركيبة السياسية الحاكمة، ولا دواء له إلا بهزيمة التركيبة هذه.

 

قد يجد العالم دواء الكورونا في وقت قريب، إلا انه لن يجد حلاً للفيروس اللبناني السياسي، وسيبقى “حزب الله” في الحكومة الراهنة مسؤولاً عن معاينة “المرضى” فيها حتى إشعار آخر، يوزع عليهم أدويتهم وحصصهم، ويمارسون الحكم باستقلالية تامة!!!!