Site icon IMLebanon

رَمادُ امرأةٍ فوق جبل صنين (1)

 

أخطرُ ما سمعتُ: أنْ يقول لنا وزير خارجية فرنسا، «جان – إيـف لودريان»: أحبّـوا وطنكم…

 

وأبـرز ما قرأت: أنّ سفير لبنان في أوستراليا أبلغ الحكومة اللبنانية ذات يـوم، بأنّ السيّد «باري» من سكان «ملبورن» يرغب في تنفيذ وصيّـة زوجته المتوفاة، والتي كانت تتمنّـى أنْ يُـذْرى رمَـادُ جُثَّـتِها فوق جبال لبنان، وقد أحبّّت لبنان كثيراً يوم كانت في الجامعة الأميركية في بيروت، وأنّ شركة الطيران الأوسترالية «كونتاس» ستتـولّى ذرَّ الرماد فوق جبل صنين…

 

أرأيتم..؟ يوم كان لبنان القِمَـم والقيَـم، كيف كان الآخرون يتمنّون اللّجوء إليه حتى بعد مماتِـهم ، وكيف أصبح اللبنانيون يتمنّون أنْ يغادروه حتى أمواتـاً ليُـذْرى رمَـاد جُثَـثِهمْ فـوْق قِمَـم العالم حيث للإنسان كرامـةٌ وحريّـةٌ وحقوق…؟

 

الشعب يموت حيّـاً بأوبئةِ السلطة، وبالجائحات الطبيعية والبيولوجية، فيما الأوبئة تتوقّف عنـد أبواب القصور، لأنّ الوباء لا ينتقل بالعدوى إلى الوباء.

 

وحتّى يأتي الشفاء من السماء، لا بـدّ من التسليم بهذه العبودية الإختيارية، وليس أمامنا إلاّ هذه الحكومة كمَـنْ يتلقّط بحبال الهواء، فكنّا كما السُكارى نحلُـمُ ببعضٍ من شَتاتِ الدولة، فلم نشهدْ بعد الوعي إلاَّ الكؤوس الفارغة.

 

وكان آخر الأناشيد ما وصَفَـهُ رئيس الحكومة «بالقرار التاريخي»، وهو يـزفّ شركة التدقيق الجزائي بما أُشيـعَ حولها وحـول التي قبلها منْ وشْـمٍ إسرائيلي، فاستبقَت الحكومة التحقيق، وحصَّنتْ نفسها بعذر يحـول دون التدقيق.

 

وتعرف الحكومة مسبقاً، أنَّ القرار التاريخي من شأن الرجال التاريخيين، وأنّ التدقيق الجزائي قد يخلع الحجاب عن وصمـة التاريخ وعن «المستندات التي إنْ كُشفَتْ ستؤدّي برؤوس كبيرة إلى السجن…»