الحكومات التي شكّلت اثناء الوصاية السورية، كانت حكومات سيئة، والحكومات التي شكلت بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري على قاعدة التضامن الوطني كانت اسوأ، والحكومات التي طغى عليها تحالف قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر، وخصوصاً الحكومة الحالية، هي اسوأ الاسوأ في تاريخ لبنان الحديث، لان السيئات القديمة تضاعفت بوجودها، وزيد عليها، انها وجدت لتميت لبنان وتشيّعه الى القبر، ربما عندها يستقيل رئيسها حسان دياب بعدما ادى واجبه على اكمل وجه.
انهار كل شيء في لبنان على يد هذه الحكومة، وهي بكامل وعيها وعقلها وارادتها.
انهارت قطاعات، الاقتصاد، والمال، والتجارة، والكهرباء والسياحة، والاستشفاء، والقضاء، والعلاقات الخارجية، والتعليم، والصحة، ومختلف مصادر المياه، تحولت الى بؤرة تلوّث وسموم وامراض، وانهار الاعلام ووسائل الاعلام، وانهارت صداقات لبنان التاريخية مع العديد من الدول، وانهارت الكلمة الحرة وانهار معها النظام البرلماني الديموقراطي الحر، واقفلت جميع ابواب الدول والمؤسسات المانحة في وجه لبنان، بعدما كانت تتسابق لمساعدته، واصبح لبنان عضواً في الدول المعزولة بفضل هذه الحكومة، حتى ان وزير خارجيتها ناصيف حتى، اعتبر ان لبنان «يعكس ازمة وجودية، ويتحول بسرعة الى دولة فاشلة»، ومع ذلك لا يريد دياب ان يعترف بفشله، وفشل حكومته، وهو العاجز حتى عن توحيد ملف الخسائر المالية بعد اكثر من شهرين على بدء محادثاته مع صندوق النقد الدولي، وعن زيارة ولو دولة عربية واحدة، ويترك كرسي رئاسة الحكومة لغيره، ممن يبذل جهداً في الاتجاه الصحيح، لتصحيح ما خربته هذه الحكومة.
***
مدير عام وزارة الخارجية الاسبق، السفير المرحوم فؤاد الترك، كان اول من طالب بتحييد لبنان، عندما بدأ بتسويق مشروعه تحويل لبنان الى مركز لتلاقي الحضارات والحوار بين الاديان، وسافر من اجل تحقيق هذا الحلم الى الامم المتحدة واجتمع الى العديد من المؤثرين، وعلمت منه في جلساتنا الطويلة ان الدول والشخصيات التي زارها اعجبت بطرحه واهتمت له اكثر من المسؤولين في لبنان، ولكنه لم ييأس وبقي مثابراً، لكن الموت عاجله، واهتم الرئيس السابق العماد ميشال سليمان للفكرة وحملها معه في سفراته الى الخارج.
الرئيس ميشال عون بدوره تبنى هذا الطرح، ولكن فاته ان يحضر الارضية الصالحة لتنفيذه، وهي الانطلاق بحياد لبنان، وتمتين الصداقة مع جميع الدول باستثناء «اسرائيل» طبعاً، الامر الذي لم يحصل. وساء وضع لبنان بوجود حكومة اللون الواحد، التي دمرت جميع جسور الصداقة مع الدول الفاعلة والصديقة، مع تهديدات العدو الاسرائيلي المتوالية بتدمير لبنان واعادته 50 سنة الى الوراء.