IMLebanon

يا قاطع الطريق

 

لا شيء تغيَّر في خطاب الحاكم بأمر المحور منذ 17 تشرين الأول 2019. ولا شيء سيتغير، لأن المطلوب لا يزال هو هو. ولأن المطلوب يتحقق تباعاً. ومن يعش من اللبنانيين رجباً فسيرى عجباً.

 

سيرى البلد مرمياً على الأرض مهترئاً ومعفناً وكريه الرائحة أكثر مما هو حالياً، وأي محاولة للنهوض به ستتحول عملية إنتحار في حقل ألغام. وسيُطرح في سوق مزادٍ للخرضوات، وسيتبرع من أودى به إلى التهلكة برفع ركامه مقابل البدل العادل الذي يتيح له إحكام قبضته عليه أكثر فأكثر، وفق معاييره واستراتيجيته وتقاطع مصالحه مع من يجب أن يفاوضه بعد وقوع الواقعة.

 

وعلى أونا… على دوي… على تري… تمهيداً للوصول إلى التسوية الكبرى التي تستدعي مؤتمراً تأسيسياً، وصولاً الى تعديل الدستور على قياس المحور.

 

بالتالي الأزمة مفتوحة. ولا استعجال لتأليف الحكومة. وكل هذا التراشق بين بعبدا وبيت الوسط لا يتجاوز تمريرات الوقت الضائع بإنتظار التلزيم النهائي الرسمي إذا ما سأل المجتمع الدولي بنا وبهمومنا.

 

ولا لزوم للمبادرة الفرنسية، ولا يهمنا التلويح المشبوه لصاحبها بالعقوبات الأوروبية. فنحن إختصاصنا إستدراج العقوبات لتبرير كل ما نريد تبريره. وحكومة الإختصاصيين محكومٌ عليها سلفاً بالفشل.

 

في الأساس، ممنوع لمثل هذه الحكومة الانتقالية أن تنجح. حينها ستصير سابقة يُبنى عليها وقد يصعب التحكم بها. وقديماً كانت النصيحة بجمل. أما اليوم فهي بالتهويل والتهديد المبطن.

 

ورفع سقف الإملاءات ليفهم صاحب الغرض، ويقتنع بما تيسر. هذا هو الموجود. ومن لا يعجبه، درب تسد ولا ترد.

 

أو حينها سيصار إلى نسف الفكرة من أساسها. بلا حكومة. بلا بلوط. لنعيد تعويم حكومة حسان دياب “الرجل الوطني المسؤول”، فهو يعرف حدوده، ويزيح ليسمح لنا بأن ندير أذن الجرة كما نشاء. ونحدد وظيفة الجيش اللبناني إيضاً كما نشاء. وإلا نفتح ملفات الهبات ودور السفارات.

 

أما أنت يا قاطع الطريق، فحذارٍ حذار. لا يمكنك أن تذل الناس الشرفاء الساعين إلى رزقهم.

 

ولا يحق لك أن تفاقم الأزمة الاقتصادية. كل ما هو مسموح لك هو أن تعض على جوعك ووجعك وأمية أولادك المرتقبة، وبالمعنى الحرفي للكلمة.

 

وعليك أن تذعن لما نمليه على أركان هذه المنظومة ليديروا الخراب المفروض أن يلتزمه رأس محورنا بتفويض رسمي دولي.

 

ولن تمر المؤامرة التي تشارك بها أو يصار الى استخدامك لتنفيذها، من دون فتن وحروب أهلية وفوضى أمنية، نشاهد بروفاتها بأم العين.

 

تذكر يا قاطع الطريق مصير خيم الإعتصامات في بيروت والنبطية وبعلبك وصور.. تذكر شباب الخندق وهتافاتهم، ولا تفكر بالتحرر من هذه المنظومة التي استهلكت جهوداً جبارة لتطويعها وتدجينها وقولبتها لتخدم سياسة المحور ولا تشوش عليه.

 

ليس لديك إلا هذه المنظومة التي يسأل من فيها المعترضين عليها “من أنتم؟”، وإذا صارت حكومة بعدما تستوي طبخة مفاوضات المحور، فستكون ممن تم تعيينهم وفق دفتر الشروط الذي لا يفسد للود فيه تناتش السلطة والتناهب والمحاصصة…

 

وهنا أيضاً نقول للحالمين من الخارجين عن القطعان الطائفية والاستزلام والاصطفاف الطائفي والمذهبي الحاد… عليكم أن تنصاعوا وتخضعوا. أو درب تسد ولا ترد.

 

هذا ما لدينا يا قاطع الطريق. ونقطة على السطر.