تلبيةً لرغبات ودعوات داخليّة وخارجيّة، إنعقدت طاولة الحوار المستطيلة، فلا داعي لطاولة مستديرة لأن الحوار بين طرفين فقط، محور الممانعة، ودعاة بناء الدولة.
جَلَسَ ممثّلو «حزب الله» وحركة «أمل» وفريقهم من جهة، وجَلس ممثّلو أحزاب «القوات» و»الكتائب» و»الأحرار» و»الاشتراكي» و»التجدّد» ونوّاب تغييريّون سياديّون من جهة أخرى. لم يعرف ممثّل «التيّار الحرّ»، في أيّة جهة سَيَجلس، فهو كحوريّة بحر البترون، نصف نصف. (إسألوا وزيرهم بيار رفّول).
يبدأ راعي الحوار مداخلته ومن ثمّ يعطي الكلام أوّلاً لدعاة بناء الدولة ليشرحوا وجهة نظرهم وهواجسهم. يتلو الناطق بِاسم هذا الفريق ورقته وفيها:
«نحن نؤمن بدولة سيّدة حرّة مستقلّة، تحمي سيادتها بقواها الذاتيّة الشرعيّة، ويكون جميع أبنائها سواسيّة أمام القانون. نؤمن بدولة تلتزم الدستور ومهله، وتلتزم بِشرعة حقوق الإنسان وبالمواثيق العربيّة والدوليّة. وعليه فإنّنا نتلو عيّنة من مطالبنا:
إقفال جميع المعابر غير الشرعيّة بدون أيّ استثناء، منع أيّ عمليّة تهريب، من أيّ نوع كان ولأيّ سبب كان، على المعابر الشرعيّة، إقفال جميع مصانع المخدّرات والممنوعات وبالتالي منع تصديرها للخارج، إخضاع كلّ مَن وما يدخل أو يخرج من المعابر الحدوديّة ومِن المرافئ الشرعيّة والمطارات، وتحت أيّ عناوين كانت، إلى ذات التدابير التفتيشيّة والجمركيّة، محاسبة كلّ مَن يتعرّض بالتهديد للجسم القضائي أو لغيره، استكمال التحقيق في جريمة تفجير المرفأ حتى اكتشاف الفاعلين والمُحرّضين والمُهملين وإنزال أشدّ العقوبات بهم».
وفيها أيضاً: «مساواة جميع اللبنانيّين وجميع المناطق بالنسبة للجباية ودفع الرسوم والضرائب، خضوع جميع اللبنانيّين بالتساوي لسلطة القضاء، إلغاء كلّ المظاهر المسلّحة ومصادرة كلّ الأسلحة التي تستعمل، بِفَخر، في النزاعات الفرديّة أو العائليّة أو العشائريّة وحتّى في الأعراس وبمناسبات النجاح بالسرتفيكا، مداهمة جميع المناطق التي يلجأ إليها سارقو السيارات وغيرها واسترجاع المسروقات ومعاقبة الفاعلين، تجريد جميع المخيّمات والمعسكرات غير اللبنانيّة من سلاحها وإخضاعها للقوانين اللبنانيّة وتأمين حماية الدولة لها ولقاطنيها، وضع سلاح «حزب الله» بتصرّف الجيش اللبناني، وهو القادر وحده على حماية أرضه متى أُعطِيَ له الغطاء السياسي، وعدم التعرّض الفعلي او اللفظي لأي من الدول الصديقة خاصةً الخليجيّة منها».
وعندما أَعطَى راعي الحوار الكلام لفريق الممانعة ليدلي بدلوه، أجاب الناطق بِاسمهم: «كلّ ما تطرحونه هو أمورٌ ثانويّة لا قيمة لها. فنحن في محور الممانعة نؤمن، أنّ لبنانكم القديم أو المفترض قد انتهى وإلى غير رجعة. وها نحن ومنذ أكثر من أربعين سنة، نربّي أجيالنا على مفاهيم مغايرة لتاريخكم وثقافتكم وانفتاحكم، ومغايرة لما عايشتموه وعشتموه على مدى مئات السنين. فقد أصبح لبنان جزءاً لا يتجزّأ من محور الممانعة، وأصبح بذلك تابعاً لمشيئة الجمهورية الاسلاميّة الإيرانيّة ولقيادة طهران، وإنّ سلاحنا باقٍ باقٍ الى ما بعد بعد زوال إسرائيل من الوجود. والسلاح يحميه السلاح، وعليكم أن تعتادوا على هذا الأمر والتعايش معه».
أضاف: «كلّ الكتب والدساتير التي تتعارض مع مشروعنا هذا لا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد. فانتخاب رئيس للجمهوريّة وتشكيل الحكومات وتسيير المؤسسات وضبط الحدود ومنع التهريب وغيرها ممّا ذكرتم في مطالبكم هي أمور شكليّة لا تستأهل إضاعة الوقت للبحث فيها، فوحدة الساحات لها الأولويّة، ودولتكم يجب أن تكون في خدمة «مقاومتنا»، فاقبلوا اليوم بما نعرضه عليكم لأنكم غداً لن تحصلوا عليه».
وتابع الناطق، «بالنسبة لمحورنا، الحوار هو أن تقبلوا بالحسنى معتقداتنا وطريقة تفكيرنا، وإلّا أنتم قولوا ما شئتم، ونحن نفعل ما نشاء، وروحوا بلطوا البحر».
رُفِعَت الجلسة، هل من داعٍ لاستكمال الحوار؟
ملاحظة: كلّ ما قيل في هذا الحوار مأخوذ من تصريحات الأفرقاء. فقط أعدنا التبويب والتصويب.
(*) عضو «الجبهة السياديّة من أجل لبنان»