المدعوون الى «اللقاء الوطني» هم رئيسا المجلس النيابي ومجلس الوزراء، رؤساء الجمهورية السابقون، رؤساء الحكومة السابقون، نائب رئيس مجلس النواب، ورؤساء الأحزاب والكتل المُمثّلة في مجلس النواب.
أولى المفارقات في موضوع دعوات «اللقاء الوطني» هي استثناء رؤساء المجلس النيابي السابقين، أي الرئيس حسين الحسيني، وهذا خطأ جسيم كونه يُعتبر عرّاب الطائف وإرساء الميثاق الوطني، والمُلمّ بجميع حقائقه وخلفياته واسراره!
ثاني المفارقات أنه حتى ولو بلغ عدد الأعضاء المشاركين 150 لبقيت هناك أطراف (مذهبية أو مناطقية أو سياسية أو عشائرية) تشعر أنها قد استُبعدت!
المفارقة الثالثة أن هناك من يتوهم أن «اللقاء الوطني» سوف «يشيل الزير من البير»، وأن الداعي الى اللقاء يؤدي قسطه إلى العلى بمجرد تلاقي الأطراف المختلفة من دون اندلاع السجالات والشحن السياسي والمذهبي قبل اللقاء وبعده!
أما الناس المسحوقين الجائعين، ففي انتظارهم لنتائج «اللقاء الوطني» (إذا انعقد)، يلعبون «طاولة الزهر» لأن حظهم في «قهوة القزاز» قد يكون أفضل بكثير من حظهم في «قصر بعبدا».
وعسى ألا يتحول «اللقاء الوطني» موديل 2020، كسابقاته من المحاولات، إلى لقاء صراخ وخوار بدلاً من المصارحة والحوار، وإلى «طاولة بينغ بونغ» كلٌّ يرمي طابة المسؤولية عن الانهيار إلى الجهة المواجهة بأسلوب «خود وجيب» الذي «لا بيودّي ولا بيجيب». أو أن يتحوّل هدف اللقاء إلى دعاية وإشادة بعظمة ومنجزات «العهد القوي»، أسوة بسلفه «اللقاء الاقتصادي»!
وأخيراً، ما نحتاج إليه بالفعل هو «طاولة جراحة» تزيل الأورام السرطانية والتآكل والترهل من الجسم اللبناني، وتجد حلولاً سريعة فاعلة تُنقذنا من الوقوع في الهاوية. ولعل وعسى أن نحظى بوطن حقيقي لأول مرة في تاريخنا المجبول بالعذاب والمآسي والأزمات الخطيرة المتتالية.