Site icon IMLebanon

لا بديل عن الحوار

 

 

حرص الرئيس نبيه بري على أن يقصر جدول أعمال الحوار الذي يدعو إليه بملء الشغور الرئاسي، وهو أمر أكثر من ضروري، إذ لا يجوز، بأي حال من الأحوال، أن يمتد هذا الشغور زمناً طويلًا، كما حدث في ما قبل العهدَين الرئاسيّيَن السابقَين، ما أضاع من عمر البلد سنوات ثمينة.

 

صحيح ليس مع رئيس المجلس النيابي، ولا مع أي طرف آخر، العصا السحرية التي يقول صاحبها للرئيس العتيد: «كن»، فيكون.

 

ويُخشى أن يمتد الفراغ الرئاسي هذه المرة طوال ولاية مجلس النواب، أي نحو ثلاث سنوات وثمانية أشهر، وهذه ستكون كارثة وطنية يجب تلافيها بأي ثمن. وليس ثمة أثمان خارج نطاق التوافق الذي قال به رئيس السلطة التشريعية وسائر العقلاء. أما التشبّث الغبي بالمواقف والتحدي والمناكفات فلا يحلّ عقدة، ولا يحقق مبتغى، وليس يترتب عليه سوى تعميق الأزمات ومضاعفة المشكلات ودفع البلاد والعباد أكثر فأكثر إلى عمق هاوية الانهيار…

 

ويُسجَّل لبري أنه لم يوجه الدعوة مباشرةً إلى الحوار إلّا بعد انتهاء عهد الرئيس عون، حرصاً منه على الميثاقية الدستورية.

 

من هنا نرى أن تلبية النواب الدعوة إلى الحوار هي واجب وطني في هذه المرحلة بالغة الدقة والخطورة التي لم يشهد لها لبنان مثيلاً في تاريخه، حتى في زمن الحروب.

 

طبعاً، لسنا في موقع من يُسدي النصائح، فقط نعبّر عن اقتناع منبثق من خريطة مشهد الاستحقاق الرئاسي المتوقف عند مرشح معلَن هو النائب ميشال معوض، ومرشح مُضمَر هو الوزير سليمان فرنجية… والخريطة النيابية لا تشي بإمكان أي منهما الوصول إلى سدّة الرئاسة. ونحن، على صعيد شخصي، نتمنى وصول أي منهما، ولكن الأمنيات شيء والواقع في مكان مختلف. فهل نبقى نراوح في الزمان والمكان من دون الوصول إلى أي نتيجة، ليبقى الشغور صامداً متمثلاً في فراغ رئاسي قاتل؟!.

 

ونود أن نعترف بأن الحوار المدعو إليه من رئيس السلطة التشريعية قد لا ينتهي بأي نتيجة إيجابية، إلا أن السؤال الذي يطرح ذاته هو: ما هو البديل؟!.

 

وهل يكون البديل بحلول الروح القدس، له المجد، على القوم، فتخلو رؤوسهم من الحقد والكراهية والمواقف المقرّرة سلفاً؟!.

 

باختصار، مع تأييدنا للحوار كخطوة لا بديل عنها، نلفت عناية الرئيس بري لبدء حوار موازٍ مع أربعة – خمسة سفراء عسى عواصمهم تُجمع على شخصية معينة فتهرول جماعة الداخل إلى انتخابٍ سهل. ونحن الذين نستهجن أي تدخل خارجي في شؤوننا، نقول ما تقدم، لأننا نعرف، مع شديد الأسف، أن الجماعة عندنا مربوطون بأوتاد من خارج الحدود!