IMLebanon

الحوار ورقصة «التانغو».. والمؤشرات «المُضَلِّلة»

موعد انتخاب الرئيس على إيقاع أجندات الدول

الحوار ورقصة «التانغو».. والمؤشرات «المُضَلِّلة»

تطوي السنة أوراقها ولبنان من دون رئيس للجمهورية. واذا كان اللبنانيون قد بدأوا يألفون، في شكل من الأشكال، فكرة غياب الرئيس ويعتادون عليها، الا انهم يلمسون في الوقت نفسه شلل الدولة وتحللها في الكثير من القضايا والمواقف.. او غياب المواقف.

لم تستطع موجة التفاؤل التي أشاعتها اجواء الحوار ان ترسو على بر رئاسي. داهمتها على عجل موجة تشاؤم معاكسة، مصدرها الواقعية السياسية التي لا تشي بأن شيئا في الداخل او الخارج تغيّر ليتغير معه واقع الشغور في قصر بعبدا.

قلة من السياسيين لا تزال مصّرة على ان «الحراك الدولي في اتجاه لبنان لم يأتِ من فراغ، واننا اليوم في مرحلة تمهيدية لبلورة الامور وإنضاجها وصولا الى توافق واسع، الى حد كبير، على رئيس جديد». لكن الاحزاب الاساسية، في مقلبَي الانقسام، مقتنعة ان اوان التسوية لم يحن بعد، وبالتالي هي تتمسك بطروحاتها ومواقفها.

يقول مسؤول في «تيار المستقبل» إن «كل نوايانا الحسنة ودفعنا الى انتخاب رئيس، وكل المبادرات التي نطرحها، تصطدم بحائط مسدود بنته قوى 8 آذار لمنع وصول رئيس الى بعبدا. في كل يوم عذر جديد وموقف اكثر تعنتا مما سبقه». لكنه يصر على التأكيد على «سياسة اليد الممدودة»، ويؤكد «نحن نريد ان نتمسك بما يمكن ان نبني عليه على الصعيد الوطني، وما يمكن ان يشكل عامل استقرار للبلد. من هنا، حرصنا مع حلفائنا على الحوار ومد جسور التواصل مع حزب الله والتيار الوطني الحر، كما مع كل المكونات اللبنانية التي نتفق او نختلف معها. لكن الحوار، كما رقصة التانغو، يحتاج الى طرفين».

وفي معرض كلامه يقول إن «لا متغيرات في الافق الداخلي او الدولي توحي بإمكانية انتخاب رئيس في الاسابيع المقبلة. امنياتنا شيء والوقائع شيء آخر. لقد تفاءلنا بإمكانية ان يرمي الحراك الدولي باتجاه لبنان حجرا في مياه الرئاسة الراكدة، لكننا لم نلمس الا النوايا الحسنة والرغبة في الحفاظ على استقرارنا وأمنيات صادقة، على الارجح، بوجوب توافق اللبنانيين والاسراع في انتخاب رئيس. لا اكثر ولا اقل».

يتشارك سياسي وسطي القراءة نفسها تقريبا، مضافا اليها مقاربة ادق للعلاقات بين الدول. ويسأل: «لماذا على ايران او السعودية ان تستجيب للرغبة الفرنسية بوجوب ايجاد مخرج للرئاسة اللبنانية؟ أليس من المنطق ان تتفاوض، كي لا اقول تقايض، مع صاحب الاوراق الاكثر والاقوى، اي الولايات المتحدة الاميركية؟ هذا على الخط الفرنسي النشط لاسبابه وحساباته. اما على الخط الروسي، فإن كل من استمع الى كلام نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف لم يخرج بانطباع انه يأتي بمهمة الضغط من اجل التوافق على انتخاب رئيس. حِرص الرجل، الذي التقى بعيدا عن الإعلام عددا من السياسيين الفاعلين والمرشحين لرئاسة الجمهورية، تركز في شكل اساسي على كيفية تحصين البلد وإبعاده، قدر الممكن، عن اللهيب السوري». يضيف السياسي: «هل لمس احدٌ تغيرًا في موقف العماد ميشال عون من الاستحقاق؟ هذا التغير مفتاح الحديث عن اقتراب حلحلة العقدة الرئاسية، وسوى ذلك، يبقى مؤشرات مضللة لا يُعتد بها».

كل هذه الاجواء تؤكد ان لا اختراق في المدى المنظور في الموضوع الرئاسي؛ بالتالي على اللبنانيين ان يأملوا ان تخبئ لهم سنة 2015 مفاجأة انتخاب رئيس، وهم يَضربون لذلك المواعيدَ بناء على اجندات الدول الخارجية، فيُهمس عن اواخر شباط او عن اواسط الربيع. ولكن تبقى المحاذير الواقعية، البعيدة عن التنجيم، التي يكررها اكثر من ديبلوماسي معتمد في لبنان ويبلغها الى مسؤولين حكوميين وسياسيين وبعض رجال الدين، ومفادها ان «2015 ستكون صعبة بكل المعايير الامنية اولا، والاقتصادية والاجتماعية، وعلى اللبنانيين التحضّر لما يعنيه استمرار القتال في سوريا، وازدياد حدة الصراعات في المنطقة وما له من تداعيات خطيرة على بلدهم».