IMLebanon

الحوار… والمارونية الجنبلاطية

بالإذن من طاولة الحوار ومواصفاتها الرئاسية فالحل ليس عندها، بل في ما قرأته أخيراً للنائب وليد جنبلاط وهو يكرِّر للمرة الرابعة على ما أذكر دعوة أقطاب الموارنة الى الإتفاق على مرشح رئاسي، لأنهم بهذا الإتفاق يستطيعون أن يقولوا لهذا: كنْ فيكون ولذاك زُلْ فيزول… لكنّ «تراكم الأحقاد فيما بينهم هو الذي أوصلنا الى هنا…».

وأنا توافقت مع النائب جنبلاط فيما كتبتُ غير مرّة وصرّحت، بأن الزعماء الموارنة هم «الجنس المعطّل» للإستحقاق الرئاسي في لبنان، وهم الذين خاضوا وما زالوا يخوضون «حرب إلغاء» هذا الإستحقاق.

وانطلاقاً من هذا الإقتناع لم أتوافق مع غبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي حين راح يعتُب على القوى الأخرى لتخلُّفها عن مقاربة الإنتخابات الرئاسية، كمثل منْ يعتبون على الآخرين وينسون أنفسهم؟

ثم عرضْتُ على غبطته إقتراحاً يؤول الى تطويق المرواغة المارونية التي تتذرّع بأن المفتاح السّري الغامض لهذه الإنتخابات مقبوض عليه في قبضة خادم الحرمين الشريفين، أو خادم حرم ولاية الفقيه، أو هو رهين البراميل السورية والروسية والأميركية التي تتساقط على الشعب السوري من سماوات الأرض، بما يخالف مشيئة السماوات العُلى.

والملاحظة اللاّفتة هي أن المرجعيات الإسلامية السياسية والروحية تبدو مطالبتها أكثر حرارة حيال تحقيق الإستحقاق الرئاسي، مقابل برودة فاقعة لدى المرجعيات المارونية التي بليت بالمعاصي فاستترت بورقة تينٍ شفَّافة وبورقة تفاهم كاذبة.

فعلى ماذا كان التفاهم الماروني إذاً؟ ما دام أبرز استحقاقين يتعلقان بالحضور الماروني: رئاسة الجمهورية وقانون الإنتخابات لا يزال هناك تفاهم على الإختلاف حيالهما؟

الوضع على فداحة خطورته لم يعد يحتمل التغطية والتمويه والتعمية عن أن المفتاح السري الغامض للإستحقاق الرئاسي هو في قبضة الزعماء الموارنة، ما دام السيد حسن نصرالله قد أعلن أن العماد ميشال عون الماروني هو الممر الإلزامي للرئاسة، وما دام الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط قد أعلنوا التزامهم تأييد أي مرشح يتفق عليه الموارنة.

فهاتوا اتفاقكم إذاً، إن كنتم صادقين، واحرجوا بهذا الإتفاق كل الذين يطالبونكم به واختبروا «إعلان نياتهم» ومن يتنكّر لإلتزاماته معكم تنكشف عاهة صدقيته، ويتعرَّى وجهه أمام سخرية التاريخ وأمام رهبة الدستور، وأمام محكمة الرأي العام اللبناني والرأي العام العالمي، ولا أعتقد أن أحداً يستطيع تحمل عقوبة هذه المغامرة.

أما مشكلتكم أنتم أيها الزعماء الموارنة، فإن في كل بياناتكم «وإعلان نياتكم» كثيراً من استعمال كلمة «قد» التي لا تعني التحقيق والتأكيد بقدر ما تعني التسويف والتقليل، فأشطبوا هذه «القد» من قواميسكم حرصاً على سلامة اللغة عندكم، والتي أصبحت بلا قواعد وبلا صرف وبلا نحو.