Site icon IMLebanon

الحوار بين بكركي و”حزب الله” طار… والمراهنون على تعب سيّد الصرح واهمون

 

لم يعد من جدوى تذكر من إجتماعات لجنة الحوار بين “حزب الله” والبطريركية المارونية، إذ إنّ المواقف باتت معروفة، والحوار أصبح لزوم ما لا يلزم.

 

ترى البطريركية المارونية أنه لا يمكن أنّ يأتي حزب ما ويطلب الحوار ومن ثمّ يخرج أمينه العام، أي السيّد حسن نصرالله، ويُخوّن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ويعتبر أن من يُطالب بالحياد يريد أخذ لبنان إلى المحور الأميركي – الصهيوني.

 

ولم يُعرف حتى الساعة ما سيكون مصير جلسات الحوار بين بكركي والحزب، لكن الأكيد أنه حتّى لو انعقدت تلك الجلسات فستكون شكلية ولن توصل إلى أي مكان، خصوصاً أن “حزب الله” حسب أوساط كنسيّة يُعاني من فائض قوّة ويريد صرفها في الداخل عبر التهديد والوعيد والتخوين، لكن هذا الأسلوب لا ينفع مع البطريرك الماروني الذي لا تُخيفه مثل تلك الهجمات.

 

ومثلما أحدث كلام نصرالله مساء الخميس صدمة لدى الرأي العام الذي تأمّل خيراً بزيارة الرئيس المكلّف سعد الحريري لقصر بعبدا ولقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أتى الردّ على تغيير وجهة تأليف الحكومة بمطالبته بحكومة تكنو – سياسية من البطريرك الراعي الذي رفض كل الطروحات غير الواقعية، مهاجماً كل من يربط هذا التأليف بسياسات خارجية تضرب مصلحة لبنان.

 

وكدليل على عدم تأثّر البطريرك الراعي بتخوين نصرالله والثبات على موقفه الذي يطالب بالحياد وبالمؤتمر الدولي من أجل إنقاذ لبنان، أتى الإتصال من سيّد الصرح بالأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش حيث أعاد البطريرك تأكيد مطالبه والأسباب الموجبة.

 

وتؤكّد الكنيسة أن ثبات الراعي لا ينبع من عناد “على الفاضي” أو تحدٍّ لأحد بل من رؤية وتصميم على الخروج من المأزق الذي يغرق فيه البلد، فصحيح أن هناك أزمة إقتصادية لكن الحل لا يكون تقنياً مالياً وإقتصادياً فقط، بل يحتاج إلى حل سياسي جذري.

 

وفي السياق، فإن الكنيسة ترى أن سياسة “حزب الله” وتدخّله في صراعات المنطقة وخوضه حروباً في سوريا واليمن والعراق وساحات أخرى جرّ الويلات على لبنان، ومثلما ترفض بكركي ربط لبنان بالمحور الإيراني كذلك ترفض الدخول في المحاور الأخرى، لذلك كان مطلب الحياد واضحاً.

 

وتشير الكنيسة إلى أن لكل فريق علاقاته السياسية مع أطراف خارجية، بعضهم يستعملها لصالح لبنان وبعضهم يُحوّل لبنان إلى ساحة صراعات وورقة تستعمل في مفاوضات أكبر، وتخوّف البعض من مؤتمر دولي غير مبرّر، لأن في الأساس أزمة البلد مدوّلة ولو لم يكن كذلك فلماذا زار وفد “حزب الله” برئاسة النائب محمد رعد روسيا منذ أيام؟ ألا يعتبر هذا الأمر تدويلاً أو يستجلب تدخلات خارجية؟ واعتراف “حزب الله” علناً بأن أمواله وسلاحه هما من إيران ألا يُعتبر حالة شاذة؟

 

وأمام كل هذه الوقائع، فإن البطريرك الماروني سيواصل حركته وإتصالاته من أجل شرح الأسباب الموجبة لمطالبته بالحياد والمؤتمر الدولي وحثّ أصدقاء لبنان على مساعدته في هذا المطلب، في حين يُبدي الراعي تمسّكه بكل طروحاته وخصوصاً مندرجات الكلمة التي ألقاها خلال اللقاء الشعبي في باحة الصرح في 27 شباط الماضي، وبالتالي فإن الرهان على تعب البطريرك وتغيير مواقفه يبدو أمراً لن يحدث إلا في خيال البعض وأوهامهم.

 

إذاً، أفرغ نصرالله الحوار مع بكركي من مضمونه بعد تخوينه البطريرك ولم تعد اللقاءات ذات جدوى حتى لو عُقدت، في حين أن “حزب الله” يستخدم حليفه المسيحي لضرب طروحات البطريرك، بينما يحظى الراعي بأوسع إلتفاف وطني من كل الطوائف وليس من المسيحيين فقط.