خطف وزير الاعلام ملحم رياشي الاضواء في حفل التكريم الذي اقامته «العلاقات الاعلامية» في «حزب الله» لناشر صحيفة «السفير» طلال سلمان، لتاريخها المقاوم، بعد ان اوقف صدورها مطلع هذا العام.
فدعوة «حزب الله» الى رئىس جهاز الاعلام والتواصل السابق في «القوات اللبنانية»، كان ملفتاً، وهو وزير باسمها، وقام بدور سياسي تمكن من خلاله، بأن تؤيد القوات ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية الذي كانت تسميه القوات مرشح «حزب الله» الذي كانت تتهمه بأنه يعطل الانتخابات الرئاسية، لانه لا يريد عون رئىساً للجمهورية، لكن جاءت الوقائع لتكذّب توقعات رئىس القوات سمير جعجع، التي نادراً ما كانت تصيب او يصدق حصولها، اذ ان الدعوة للوزير رياشي، ليست مرتبطة بتاريخ «القوات اللبنانية»، ولا بالخلاف السياسي الذي ما زال قائماً وعميقاً معها، وفق مصدر مسؤول في «العلاقات الاعلامية» في «حزب الله»، الذي يشير الى ان الدعوة دُرست في مؤسسات الحزب، لا سيما في «مجلس الشورى» فيه، عندما عرض مسؤول «العلاقات الاعلامية» محمد عفيف موضوع تكريم الاستاذ طلال سلمان، حيث كان السؤال، هل من المعقول ان يدعى مدير عام وزارة الاعلام، ورئىس المجلس الوطني للاعلام، ومدير الاذاعة اللبنانية، ومسؤولين في الوزارة، اضافة الى رؤساء تحرير صحف ووسائل اعلام مرئية ومسموعة و«مواقع الكترونية»، وشخصيات اعلامية، ولا يدعى وزير الاعلام الذي صودف انه من «القوات اللبنانية»، وبسببها حصلت هذه الضجة السياسية والاعلامية، وجرى تحليلها، وتوقع فرضيات وسيناريوهات لها.
فالمسألة بسيطة جداً، وهي ان المكّرم شخصية اعلامية بارزة، ولا بدّ من دعوة وزير الاعلام، فكانت الموافقة من قيادة «حزب الله» يقول المصدر ويشير الى ان التكريم لم يلحظ رعاية لوزير الاعلام، ولم تكن له كلمة، بما يؤكد ان الموضوع ليس سياسياً ابداً، بل يجب وضعه في اطاره المهني البحت، وهذا ما اكد عليه رياشي نفسه، اذ اشار الى وجود تواصل بين وزراء ونواب كل من «حزب الله» و«القوات اللبنانية»، وهذا ما يحصل في لجنة الاعلام والاتصالات النيابية التي يترأسها النائب حسن فضل الله ويحضرها رياشي كوزير اعلام، وهو ما يجري في مجلس الوزراء اذ يلتقي على طاولته وزراء من الطرفين كما من قوى سياسية اخرى وهذه هي حدود دعوة رياشي.
فالغداء لم تتخلله احاديث سياسية لا على الطاولة، او في جلسات جانبية يقول المصدر، ويؤكد ان الحوار بين «حزب الله» و«القوات اللبنانية»، لن يحصل في المدى المنظور، بل ثمة وقت يجب ان يقطع، وممارسات ايجابية يجب ان تظهر من «القوات اللبنانية» سياسياً تجاه «حزب الله»، وهو ما لم نشهده، سوى ان القوات رحبت بكلام الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله حو ل وجودها كطرف سياسي له حيثيته الشعبية، وما صدر عن جعجع حول ايران والتسلح منها، ثم قيام وفد من القوات بالتعزية بالشيخ المرحوم هاشمي رفسنجاني في السفارة الايرانية.
فالخلاف السياسي ما زال قائماً ومبدأ الحوار لا يرفضه «حزب الله» مع احد، وقد جالس «القوات اللبنانية» على طاولة الحوار في مجلس النواب والقصر الجمهوري، كما يحاول «تيار المستقبل»، وانفتح على الحزب التقدمي الاشتراكي قبل سنوات، ولن يغير من ثوابته، او يترك حلفاءه يقول المصدر، ويشير الى الموقف الثابت من ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، والنتيجة التي وصل اليها بانتخابه، حيث يستغرب حملة بعض الحلفاء من دعوة رياشي، حيث نتفهم موقف الوزير فيصل كرامي، بالنسبة «للقوات اللبنانية»، واغتيال الرئىس رشيد كرامي، وهو كان مدعواً للغداء واعتذر لاسباب صحية، اما ان اصواتاً في 8 آذارا، تهاجم وجود رياشي في الغداء ، فهذا كلام غير مستحب، طالما اكدنا ان المناسبة اعلامية وليست سياسية، وممر الزامي دعوة وزير الاعلام.