Site icon IMLebanon

الحوار بين المستقبل وحزب الله دونه عقبات إقليميّة

كثرت في الايام القليلة الماضية التحليلات والاستنتاجات حول ماهية الحوار وسط دعوات من هنا وهناك لاطلاق ورشة حوارية وتحديدا ما يقال في هذا الصدد عن حوار تيار المستقبل وحزب الله. وحيث المعلومات تشير الى ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ابرز من يسعى لجمع المستقبل وحزب الله، ومن هنا كان لقاء الرئيس فؤاد السنيورة ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري منذ ايام لهذه الغاية حيث تمنيات بري وجنبلاط يومية لهذا الغرض، وربطا بالبيان الذي سبق وصدر عن الرئيس سعد الحريري والذي تضمن اشارات حوارية بالجملة ومواقف وطنية بامتياز، الى دعم قوي للجيش اللبناني، ما ترك انطباعات جد ايجابية على الساحة الداخلية، وذلك ما تلقفه الرئيس بري الذي ردد في مجالسه اعجابه وامتنانه لمضمون بيان زعيم تيار المستقبل الذي يبنى عليه الكثير، وهذا ما ابلغه الى اكثر من طرف، وانه سيعمل جاهدا لاقتناص هذه الفرصة وجمع حزب الله وتيار المستقبل في حين ان النائب جنبلاط ومنذ فترة طويلة يتناغم مع صديقه «ابو مصطفى» لاجل هذا الهدف وان كان هنالك صعوبة نظر الحجم ودقة الاوضاع محليا واقليميا.

في وقت ان اوساط سياسية في «تيار المستقبل» تؤكد ان مواقف الحريري ليست بالجديدة، فهو ويوم الانتصار في الانتخابات النيابية عام 2009، لم تسكنه نشوة النصر فمد يده للشريك الاخر وشكل حكومة وحدة وطنية وجرى اسقاطها، الى ما قبلها وبعدها من امور كثيرة صبت في خانة استهدافه وتياره. ولكن الحوار يبقى قائما والحريري هو بالنهاية من يجسد الاعتدال والمنحى الحواري، وتلك من ثوابت تيار المستقبل وسياسة والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

هنا، تقول الاوساط ان هنالك ظروف ومعطيات واجواء لها دورها في ولوج هذا الحوار منها ما هو داخلي، اضافة الى المعطى الاقليمي لان الامور مترابطة ولا يمكن فصلها تحت اي طائل. وتلك حقيقة لا يمكن تجاهلها والقفز فوقها، اذا بداية حزب الله لا زال يقاتل في سوريا وداعم للنظام السوري، وهنا الخلاف عميق بينه وبين المستقبل، تاليا ثمة من يعطل الانتخابات الرئاسية وقوى 14 آذار، وتحديدا نواب المستقبل، لم يقاطعوا اية جلسة دعا اليها الرئيس نبيه بري، كذلك ثمة حملات على المملكة العربية السعودية تضيف الاوساط في المستقبل، ودعمها الابرز في تاريخ لبنان للجيش اللبناني لم يقابله اي طرف من قوى 8 آذار، ولا سيما الحزب، باي ايجابية. اضاف الى ان هنالك علاقة لا تخفى على احد تاريخية بين تيار المستقبل والرياض والتيار الازرق لا يقبل بهذه الحملات والتعرض للمملكة.

واكدت اوساط المستقبل ان المحكمة الدولية قطعت مراحل كبيرة في الايام الماضية تعتبر مدوية، الى شهادة النائب مروان حمادة والتي تعتبر الابرز وخصوصا ما كان يربطه بالرئيس الشهيد، وصولا الى موقعه ودوره وتعرضه لمحاولة اغتيال، وبمعنى اخر ان شهادة حمادة سيكون لها وقعها الكبير على الساحتين المحلية والاقليمية. ما يعني وهنا الطامة الكبرى، كيف سيكون التعاطي والتعامل مع هذه الشهادة وكل الذين تقدموا بشهادتهم وما سيصدر عن المحكمة. من هنا، الحوار في هذه المرحلة له ظروفه وتعقيداته والى اين ستصل العلاقة الايرانية مع المجتمع الدولي والملف النووي الايراني وتقارب طهران والرياض. انما تنظيم الخلاف قد يكون منطلقا لهذا الحوار بين التيار الازرق وحزب الله في حال حصل تقدم وكل الاحتمالات واردة.