IMLebanon

الحوار عيدية يتيمة.. في غياب العيد

12 جلسة تحضيرية للقاء مثمر بين عون وجعجع

                                         

لم تستطع الطبقة السياسية أن تعيّد اللبنانيين بإنجاز أي استحقاق: الرئاسة معلّقة. الأمن وتعييناته على كف عفريت. النفط في أعماق البحر. الموازنة بلا أفق. «السلسلة» في نفق المصارف. قانون الانتخاب في أدراج المصالح.. والتمديد سيد الحلول.

قبيل انتهاء العام كان لا بد من إنجاز ما يُقدَّم للبنانيين علّه يعطيهم الأمل بأن عامهم المقبل قد يكون أفضل. التهوا في التمعّن بلوائح الفساد التي تطال غذاءهم، ثم اندمجوا بأجواء الحوار. متى يجتمع «حزب الله» و «المستقبل» وأين؟ من يمثلهما؟ هل سيستكمل وهل سيصل إلى نتائج؟ كثرت الأسئلة، بالرغم من أن الجميع يدرك أن الآمال المعقودة على الحوار – «الروداج» محدودة ولا يعوّل عليها، ما لم تستكمل بلقاء الأصيلين في السعودية وإيران. كل ذلك لم يثن الباحثين عن بقعة ضوء في كل العتمة المحيطة بتحويل اللقاء نفسه إلى حدث استثنائي هللوا لصورته التي لم تخرج إلى العلن. وأقنعوا أنفسهم أنه خير عيدية في سنة سجلت أيامها الكثير من المآسي، واعدين أنفسهم بسنة أفضل قد تنطلق بحوار آخر يجمع «التيار الوطني الحر» و «القوات».

من يتابع التحضيرات للحوار المرتقب بين العماد ميشال عون وسمير جعجع يؤكد أنه لن يكون شكلياً. مصادر الطرفين تتحسس من لقاء بلا نتائج عملية. لذلك تنكب قناتا التفاوض، أي أمين سر «تكتل التغيير» النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في «القوات» ملحم رياشي على «التحضير للقاء مثمر تتبعه لقاءات أخرى»، كما تقول مصادر قواتية مطلعة على التحضيرات.

بعد ستة لقاءات جمعت كنعان ورياشي مع عون ونحو ستة لقاءات ثنائية، انطلقت منذ ستة أسابيع، صار يمكن الحديث عن تقاطعات عديدة ومسار تصاعدي في الملفات التي تبحث. مع ذلك فقد بات محسوماً أن لا لقاء بين عون وجعجع في الأسبوع الأول من العام الجديد، إنما «استكمال للبحث المعمّق الذي يجري، يبدأ بلقاء آخر يجمع عون بثنائي التنسيق بعد رأس السنة. بعد ذلك، ومع التفاؤل المشترك بتقدم الإنتاجية ومراكمة التوافقات، عندها فقط يمكن الحديث عن موعد للقاء، الذي يبدو أنه صار حتمياً، وإن قد يتأخر حتى منتصف الشهر المقبل.

يذكر المصدر أن الملفات العالقة بين الطرفين ليست بسيطة إنما هي كبيرة ومتراكمة، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يأخذ العمل الجدي على حلحلتها وقتاً.

وبالرغم من أن مصادر الطرفين تتجنب الدخول في تفاصيل الحوار الدائر بينهما، إلا أنها تجزم أن هدف الحوار هو الاتفاق على ما يمكن من الملفات مقابل تنظيم الخلاف والسعي إلى تحويله إلى اختلاف في الملفات التي لا يُتفق عليها.

أما في تفاصيل هذه الملفات، فلم يعد خافياً على أحد أن الملف الرئاسي سيكون على رأس جدول الأعمال. وبالرغم من الغموض المتعلق بإمكانية الدخول بالأسماء، فإن البحث سيطال حكماً المواصفات التي تسمح بمعالجة الخلل في دور الرئاسة الأولى في النظام، والآليات التي يمكن اعتمادها لمعالجة هذا الخلل.

في اللقاءات التي عقدت تم التوصل إلى توصيف مشترك للدور التمثيلي للمسيحيين في النظام، والذي تآكل بشكل ملحوظ، ينبئ إذا ما استمر بتلاشي الدور التاريخي لهم. لذلك، سيسعيان إلى وضع أولوية إعادة إحياء هذا الدور. ويعرف الطرفان في هذا السياق أن التحدي الأكبر الذي يواجهانه لإثبات مصداقيتهما ينطلق من التوافق على قانون انتخاب يحسن التمثيل في مجلس النواب. كما أن النقاش لن يتوقف عند هذا الحد إنما سيستكمل ليشمل مواضيع أساسية منها الأزمة السورية وتأثيرها على لبنان، لاسيما لناحية معالجة مشكلة النازحين.