«لمسات أخيرة» في الرياض للقاء «المستقبل» و«حزب الله»
الحوار: تفاؤل حذر.. في انتظار الموعد
أشاع رئيس مجلس النواب نبيه بري الأجواء الإيجابيّة، ليبشّر بأن موعد الحوار بين «حزب الله» وتيّار «المستقبل» صار قاب قوسين أو أدنى، وبالتحديد بين العيدين. «دولة الرئيس» لم يحدّد موعداً بل توقّعه قريباً، وإن كان ينتظر أن لا ينتهي هذا العام قبل أن يجلس مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري مع المعاون السياسي للسيد حسن نصرالله حسين الخليل.
أجواء التفاؤل هذه اكتملت بعدما طار «المستقبليون» على عجل، للقاء رئيسهم سعد الحريري في السعودية، في موعد كان مقرراً سابقاً. وتشير مصادر «المستقبل» إلى أنّ مسألة الحوار ستُبحث تفصيلياً بين المجتمعين: فؤاد السنيورة ونهاد المشنوق وغطاس خوري وباسم السبع ونادر الحريري. علماً أن السنيورة كان قد استبق سفره بمأدبة غداء في «بيت الوسط»، على شرف المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي لمناسبة انتهاء مهامه في لبنان، بحضور النواب: سمير الجسر، عاطف مجدلاني وعمار حوري، السفير السعودي علي عواض عسيري، نادر الحريري والنائب السابق غطاس خوري.
الهدف من اجتماع السعودية هو وضع اللمسات الأخيرة على جدول الأعمال، بحسب مصادر «المستقبل» التي تؤكد أن تنفيس الاحتقان السني ــ الشيعي وانتخابات رئاسة الجمهوريّة أهمّ بندين في جدول الأعمال، كما أشار الحريري في إطلالته الأخيرة.
وبانتظار أن يجلس الحريري والخليل على طاولة عين التينة، فإن «المستقبل» و«الحزب» لا يبنيان الآمال الكبيرة من الرمال، وليسا حاسمين أن يكون بمقدور هذا الحوار حلّ كل المسائل العالقة، من انتخاب رئيس للجمهورية إلى تفعيل المؤسسات الدستوريّة.
«المستقبل» و«الحزب» هما كمن يصلي ويقوم بكل واجباته، أمّا «أن يدخلا الجنّة أو لا يدخلاها»، فهذا الأمر ليس بيدهم. هكذا هي صورة التفاؤل عند الطرفين التي تتأرجح بين الأمل وعدمه. وبالرغم من ذلك، هما يعوّلان كثيراً أن يكون مردود الحوار أوّلاً تخفيف الاحتقان في الشارع وانخفاض مستوى التحريض سياسياً وإعلامياً.
يريد الطرفان حكماً تحويل اتفاقهما بشأن مواجهة الإرهاب والتكفيريين إلى «نسخة منقحة» عن الخطة الأمنية التي شملت عدداً من المناطق سابقاً، ليصار إلى تفعليها بالتنسيق الأمني وإلقاء القبض على المزيد من الأشخاص المنتمين إلى المجموعات الإرهابيّة وتمدّدها جغرافياً لتشمل أكثر من منطقة.
ويبدو واضحاً أن لقاء الحريري ــ الخليل سيقام أصلاً على نيّة تنفيس الاحتقان ومواجهة خطر التكفيريين. وترى مصادر متابعة أنّ هذا الحوار يكمل المساعي الدوليّة للقضاء على الإرهاب، ولولا أن إيران والسعوديّة لا تريان لهذا اللقاء مصلحةً في ذلك، لما دفعتا في سبيل عقده أصلاً.
أما بشأن استحقاق رئاسة الجمهوريّة، فإن البعض لا يربط الحوار بحراك الديبلوماسيين الأجانب في بيروت وسفر سمير جعجع إلى السعوديّة وغيرها من المواقف واللقاءات… وإن كانوا يلفتون الانتباه إلى أنّه يمكن أن يتمخّض من لقاء «حزب الله» و«المستقبل» حلحلة، ليتمّ توسيع الحوار حتى يشمل الفرقاء المسيحيين في ما بعد.
ويبقى أمل البعض الآخر محفوفاً بالحذر، مشيرين إلى أن مردود الطاولة المستديرة لن ينتج حتى الاتفاق على «بروفيل» الرئيس المنتظر. ويلفت هؤلاء الانتباه إلى أنّ قانون الانتخاب لن يكون على رأس الأولويات التي سيناقشها الرجلان خلال اللقاءات، معتقدين أن الحوار قد ينتج تفعيلاً لمجلس الوزراء بتحريك بعض الملفات العالقة، من دون أن ينسحب ذلك على مجلس النوّاب.
وإذا كان «حزب الله» متفائلاً في عقد الحوار، فإن «المستقبليين» يحاولون ربط التفاؤل بتجاوب الطرف الآخر. يعود هؤلاء بالذاكرة إلى الحوارات السابقة التي فشلت، «حين كان الطرف الآخر يتنصّل من تعهداته ولا يلتزم بما اتفقنا عليه على طاولة الحوار، مثل إعلان بعبدا وسلاح المخيمات وترسيم الحدود..».
في المحصلّة، فإنّ الطرفين مؤمنان بمقولة «لا تقول فول ليصير بالمكيول». لا يريدان «توسيع البيكار» وتكبير حجم رزمة الاتفاقات، قبل أن يجلس «الشيخ» و«الحاج» الى طاولة واحدة، ويبدآ معاً بتفكيك الخلافات.