لم تسجل الجلسة الثانية من الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله اي تقدم ايجابي بعكس كل ما قيل ويقال عن تفاهم على العقد الاساسية، طالما غاب البيان الدوري عن الاشارة الى ما حصل في عين التينة، لاسيما ان نقطة «سرايا المقامة» تعبير لم يعجب ممثلي حزب الله، بقدر ما اصر عليه الطرف الاخر، الذي كان يتصور ان ممثلي الحزب يبحثون عن «حج خلاص» الى ان تبين ان هناك ما يمنع مقاربة عمل المقاومة بمطلق وسيلة متاحة، بحسب ما بدر من مجمل الجلستين الاولى والثانية!
ان نقاط البحث التي يرفض حزب الله التطرق اليها، هي دور الحزب في الحرب السورية وسلاح المقاومة والعلاقة مع الجمهورية الاسلامية في ايران، اي ان الكلام الاخر مرحب به في حال لم يتطرق الى ما تقدم لانها من الممنوعات التي يرفض الحزب البحث فيها، فيما يعرف الجميع ان اي بحث في الامور الاخرى لا يبدو ملحا، مثل الخطة الامنية في بعلبك – الهرمل والبقاع الشمالي – الشرقي عموما!
لقد سبق القول انه كان من الافضل عقد حوار بين الجانبين في حال لم يبحث في الحرب السورية وفي سلاح المقاومة وفي العلاقة مع ايران، كي لا يصطدم الرأي العام بان ممثلي الحزب والمستقبل قد بحثا ما ليس مطلوبا لمجرد انه غير ملح ولا هو مطلوب للنقاش وغير مؤثر على السلامة السياسية والاجتماعية العامة والمصلحة الوطنية العليا، بحسب اجماع المراقبين وكل من كان ينتظر ايجابية في ادنى مستوياتها السياسية، وكي لا يقال ان خلاف الجانبين قد تكرس في ابشع صوره؟!
رب قائل ان مجرد جلوس الحزب والمستقبل الى طاولة واحدة، لا بد وان يبرد الاجواء الشعبية المتوترة فيما هناك، من يجزم بان الحوار عندما لا يحقق تقدما يكون قد فشل فشلا ذريعا، الامر الذي يعني ان التصادم بين الجانبين وارد في كل لحظة طالما انهما لم يقدرا على حسم التباين بينهما، خصوصا ان الجو السياسي العام يوحي بذلك؟!
لماذا اصر المستقبل على الحوار مع انه كان يعرف تماما ان حزب الله متصلب في الامور التي يؤمن بها، كما دلت على ذلك ممارساته العامة والدليل على ذلك ان لا مجال لمقاربة سلاح المقاومة لا من خلال السرايا ولا من اي جهة سياسية امنية يمكن ان يشارك الحزب في صياغتها، اضافة الى ان الحرب السورية تكاد تشكل ثلاثة ارباع المشكلة ذات العلاقة بالسلاح غير الشرعي الذي لا يزال فريق المستقبل يتصور ان بامكانه حله بوسائل سياسية!
وفي مقابل ظهور العقد المستعصية الحل، ثمة من يرى ان من الافضل مطالبة الحزب بالحلول التي يراها مناسبة كي لا يصل الحوار الى طريق مسدود بعكس كل ما كان يقال عن ان حزب الله يبحث عن حل ويحتاج الى من يساعده على مقاربته من غير ان يتأثر شارعه الذي صرف عليه ما لا يمكن تحديده ماديا ومعنويا؟
واذا كان لا بد من كلام على حوار التيار الوطني وحزب القوات اللبنانية، فان ما تبين الى الان لا يوحي بدوره بامكان حصول تطور ايجابي، حتى لا بد من التوقف عند سؤال عن نظرة التيار الى سلاح حزب الله وما اذا كان في وارد طرحه على بساط البحث، ما يعني ان مجالات البحث لن تصل الى نتيجة ما، حيث لا بد عندها من سؤال التيار عما يريده من الحوار مع حزب القوات، وفي الحالين لا بد من ان يسأل العماد المتقاعد ميشال عون عن سبب تأييد المستقبل في كل ما هو عليه من مواقف وتصرفات؟!
المهم ازاء هذه النقاط تجنب الاعتراف صراحة وعلنا بان الحوار الجاري لن يكتب له النجاح مثله مثل الحوار المرتقب بين التيار الوطني وحزب القوات اللبنانية، لاننا والحال هذه لن نتوقع حصول ايجابيات في حدها الادنى والشيء بالشيء يذكر لجهة الاعتراف بان عون مثله مثل الدكتور سمير جعجع يعرفان ان حوارهما قد لا يسفر عما هو مرجو منه، لاسيما ان المؤثرات غير متوفرة بتاتا، بدليل تأخر بكركي عن القول انها تنتظر عقد الحوار في المستقبل المنظور، اقله كي تعرف نتائج الحوار الاول؟!
واللافت لجهة فشل مجلس النواب في تأمين النصاب اللازم للجلسة السابعة عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية، ان لا استعداد الى الان للخوض في مثل هكذا استحقاق ليس لانه مطلوب، بل لان العقد لا تزال قائمة، خصوصا ات سحب ترشيح النائب هنري حلو غير وارد، ربما لان الثمن السياسي غير متوفر الى الان، قبل ان يتحدد جدول اعمال اللعبة السياسية ذات العلاقة برئاسة الجمهورية ومن يكون رئيسا؟!