IMLebanon

حوار لا انقطاع!

لا الأزمة في لبنان انتهت.

ولا الحوار انقطع.

وحدها، امكانات الكلام لا تزال قائمة.

كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري يقول، إن انقطاع الكلام بين الناس، هو انقطاع للحياة، لأن لا وطن من دون حوار.

عندما كان الرئيس الشهيد مغادرا موسكو، بعد اجتماع مطوّل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صارح المحيطين به، بأن الحوار مفيد للجميع.

وساعة ذهب الى مطار موسكو، قيل له، ان وزير الدفاع الأميركي وصل الى العاصمة الروسية، ويريد لقاءه. عندئذ اتصل بالفندق وطلب من الوفد المرافق له المبيت في موسكو.

وفي ليلة ليلاء، طلب من قائد طائرته التوجه الى الرياض لا الى بيروت.

وعندما قيل له ان السفر في الليل، غير مقيّد، أجاب بأن الحوار استمرار، لا توقف في منتصف الطريق.

هل هذا ما يحدث الآن، بعد سفر الرئيس سعد رفيق الحريري الى السعودية واجتماعه بولي العهد، وتصريحات الوزير السبهان.

ربما، وإن اختلفت التفاصيل، وان كان الموضوع ليس غريبا عما يجول في الآفاق.

ذلك، ان الوزير السبهان، رغب سريعا في اللقاء مع سعد الحريري، لأن الحوار مع حزب الله يجتاز ظروفا صعبة ودقيقة.

هل كان السفر الى الرياض، ضروريا، ورئيس الجمهورية على التلفزيون في حوار مباشر مع ممثلي الأقنية.

وهذا، إن دلّ على شيء، فيدلّ على ان الحوار حاجة لبنانية وعربية ودولية.

لا أحد كان يريد أن يعرف حقيقة الحوار.

لكن الحوار لا بد منه، لتسوية المسائل العالقة، وتغليب الحوار على الانقطاع!

 

ولو لم تكن ثمة مسائل معقّدة، وعالقة بين الدول، لما كانت هناك حاجة الى هذا الحوار.

القضايا متأزمة بين دول الجوار.

ومعقّدة أمام قادة الدول الكبار والصغار.

لكن الحاجة الى تسويات لهذه القضايا المعقّدة، هي التي تتطلب مثل هذا الحوار.

وما بين السعودية وايران، هو أيضا قائم بين حزب الله والتيارات الأخرى.

وبين الرياض وصنعاء.

وبين أربيل وبغداد.

ومعظم هذه العواصم، تستدعي الحوار، لأن الانقطاع عن الحوار، مأساة للجميع لا لفريق واحد.

من هنا أهمية استمرار الحوار، وديمومة البقاء في أجواء التفاهم والتعقل، أو الحوار بين الصراحة في الكلام، والوداعة في التعابير.