كان الحوار أقوى من الانقطاع.
ومن عين التينة الى الفيحاء، جسر طويل، ينقطع في لحظات.
صحيح ان الحوار، يمرّ في بكركي، وينطلق من الرابية الى معراب لكنه يندثر اذا تعثّر، ويستمر عند ديمومة التواصل.
باختصار، كان الدكتور سمير جعجع، والوزراء الحاليون والسابقون، يقولون، ان الحوار ينبغي استمراره، ولو رافقته تباينات، أو اعترضته عقبات.
وبين جبران باسيل والياس بو صعب وفيصل كرامي، برز حيناً التقارب، وظهر أحيانا التباعد.
إلاّ أن الجميع كانوا في حومة المبادرات، مجمعين على التواصل، وبعيدين عن التعارض.
كان من الطبيعي أن يتوجه جعجع من معراب الى بكركي.
وان يقصد الموفدان العونيان عين التينة.
وان يصبّا جهودهما عند الفيصل، وهو أحد أبرز الذين ورثوا المغفور له الرئيس عمر كرامي.
رباعي الحوار أكدوا للقاصي والداني، ان الحل الرئاسي والتوافق اللبناني يصعب استمراره في معزل عن ظلال الرئيس نبيه بري، وعن طرابلس مدينة الرئيس الشهيد رشيد كرامي، ومن دون توافق يشمل الرئيس سعد الحريري.
لا معراب ولا الرابية وحدهما يصنعان رئاسة الجمهورية.
ولا الرابية وحارة حريك وحدهما تجعلان طريق الوفاق تصل الى بعبدا.
ولبنان الواحد يمرّ لا محالة في لبنان كله.
وهذا اللبنان أساسه زغرتا وبنشعي شمالاً، وبيروت وصيدا وسطاً وجنوباً.
وقاعدته الثابتة جبل لبنان.
وأي لبنان يكون، من دون قوى أساسية فيه، من حميد فرنجيه الى سليمان فرنجيه الرئيس الحكيم ونجله طوني وحفيده النائب سليمان، والرئيس الشهيد رينه معوض، والرئيس الشهيد رشيد كرامي.
شيء عظيم بلورة حلول شاملة لا غامضة.
وثمة احترام كبير لأسماء لامعة، كالرئيس العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه.
لكن، ثمة أسماء أخرى يجري تغييبها كالوزير بطرس حرب والوزير السابق جان عبيد والنائب دوري شمعون.
انهم يطرحون أسماء باهتة لزيادة العدد.
إلاّ ان العدد الأكبر ينادي بحلول تخرج من مؤتمر ينعقد في بكركي، ويتم خلاله استشراف آفاق الجمهورية، لأن البلد بحاجة الى جمهورية فاضلة ترعى المواهب، وتحافظ على القانون، وتحرص على دستور البلاد.
جمهورية من هذا النوع تتوالد بالحوار وبالأسماء الكبيرة، لا بالأوهام.