IMLebanon

الحوار للحوار هدف بذاته :  ضجة في صف الحضانة !

مَن يقول ويردد ويؤكد أن جلسات الحوار لن تقود الى أية نتائج ايجابية، فهو لا يكتشف جديداً، ولا يكشف سراً غير معروف. ذلك أن القوى السياسية المشاركة في الحوار قد تكون ذات قاعدة أوسع قليلاً من تلك الموجودة في الحكومة، ولكنها هي القوى نفسها التي تمثل نسيج مجلس النواب اللبناني. ومع ذلك فإن الحكومة ورئيسها يصطدمان بعقبات عطلت انعقاد مجلس الوزراء في الآونة الأخيرة. والحالة نفسها تنطبق على المجلس النيابي وتحول دون عقد ولو جلسة يتيمة تحت عنوان تشريع الضرورة. وعندما يتعطل عمل المؤسسات الدستورية، ويذهب الوزراء والنواب الى بيوتهم، وتفرغ الساحة من رجالاتها، يكون ذلك أسرع وصفة وأقصر طريق الى الفوضى التي تضع الوطن والدولة على مزلق التلاشي والانهيار.

اجتماع رؤساء الكتل النيابية حول طاولة عنوانها الحوار يسد جانباً من هذا الفراغ الخطر والشامل. وتتحقق فائدة فورية من هذا التلاقي الدوري بين المكونات السياسية بمجرد حدوث اللقاء في ما بينها، حتى ولو كان موضوع النقاش يتناول البحث في جنس الملائكة، أو للتداول في اشكالية البيضة والدجاجة! واذا تعذر على المتحاورين الخروج بنتائج حتى ولو كانت بسيطة وعادية في هذه المرحلة، فذلك لا يعني أنه من المستحيل لاحقاً تحقيق نتائج تخرق الوضع الراهن، عندما تدق ساعة حلول في المنطقة، ولبنان جزء لا يتجزأ منها. ومن الآن والى حين الوصول الى مشارف تلك المرحلة، يكون الحوار لمجرد الحوار هو الأسلوب الأجدى من الغرق في الفراغ والفوضى.

في خمسينات القرن الماضي صدر كتاب ضجة في صف الفلسفة د. جورج حنا أثار ضجة فكرية وسياسية وعقائدية في لبنان والمنطقة العربية. ويوماً ما سيخرج منظّر ويؤرخ لهذه المرحلة في كتاب يسمى ضجة في صف الحضانة!