Site icon IMLebanon

حوار «المستقبل» والحزب؟!

 

يقال الكثير عن الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، وقد جاءت بشارته على لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي حدد موعده بين عيدي الميلاد ورأس السنة، من غير ان يقارب تحضيراته وما اذا كانت الطبخة قد نضجت كفاية لانتظار ايجابيات ملموسة، واللافت في هذا الخصوص ان الرئيس سعد الحريري هو من سبق له ابداء استعداده للحوار من غير ان يتناول الشروط الواجب توافرها لانجاح هذا المسعى الوطني بامتياز، حيث لا يعقل ان يستمر الوضع على ما هو عليه من تبادل تحديات وهواجس لم توفر احدا؟

واذا كان لا بد من تحضير الاجواء اللازمة لانجاح الحوار، فان الجميع يعانون من صعوبات التباعد والتجافي، خصوصا ان الامور وصلت الى حد عدم استبعاد المواجهة المذهبية في حال تأخر تفاهم الحد الادنى، لاسيما ان هناك رهانا على ان الجميع لا يستبعدون انفجار الوضع الامني بما في ذلك ملازمة الازمات الاقليمية ذات العلاقة المباشرة بالحرب في سوريا ومشاركة حزب الله فيها؟!

والذين يهمهم نجاح الحوار يعولون كثيرا على اهمية التفاهم على اسباب الخلاف وموجبات التفاهم على الخروج من التباينات التي طال أمدها، قياسا على ما كان البعض يتطلع اليه لاستمرار دوامة الشرذمة السياسية والامنية في وقت واحد، الامر الذي يحتم القول صراحة ان التباين غير مقتصر على المستقبل وحزب الله، حيث هناك الكثير من شد الحبال بين التيار الوطني وحزب القوات اللبنانية من غير حاجة الى القول ان المسيحيين افضل حالا من المسلمين، ما يحتم تكبير رقعة الحوار ليشمل الجميع من غير حاجة الى اعادة تأسيس السلطة في لبنان؟!

صحيح انه يكفي القول ان تفاهم التيار الوطني وحزب القوات يحتاج الى اكثر من تصفية القلوب من دون مؤثرات اكبر واوسع مرتبطة الى حد بعيد بما هو حاصل بين المستقبل وحزب الله، لكن يكفي القول ان تيار المستقبل قادر على تدجين الساحة مع حلفائه في قوى 14 اذار، والشيء بالشيء يذكر بالنسبة الى حزب الله الذي سيؤدي التفاهم معه الى تفاهم مع تكتل التغيير والاصلاح بزعامة العماد المتقاعد ميشال عون!

ومن الان الى حين تسجيل نقاط ايجابية في حوار المستقبل وحزب الله، لا بد من انتظار نقاط مماثلة على موجتي 14و 8 اذار، اقله لان الجميع قد ملوا التباين في كل شيء، خصوصا ان الجنرال سيكون على استعداد لطي صفحة الماضي مع الحكيم، طالما ان الامور سائرة في تفاهم على الامور المختلف عليها بين الجميع، قياسا على ما لدى المستقبل من مطالب في مستوى الحال السائدة في سوريا، وهذا من الصعب تداركه بكلام عمومي من جانب حزب الله والعكس صحيح كي لا يكون الحوار من دون طعم ولا رائحة!

يبقى القول ان الرئيس نبيه بري لن يترك مناسبة جمع المستقبل وحزب الله من دون ترتيب ما يجب الوصول اليه تجنبا لمحاذير فشل الحوار الذي يعني استمرارا للازمة على اوسع نطاق، حيث هناك من يستفيد من العودة الى التفاهم في حده الادنى، كي لا يقال ان مجالات التباعد مقتصرة على المستقبل والحزب بحسب ما هو سائد من لحظة دخول حزب الله الحرب السورية من بابها الواسع!

ورب قائل  انه من الصعب بل المستحيل توقع ان يقدم حزب الله بدائل لما هو فيه بالنسبة الى الحرب السورية، خصوصا ان ايران التي تربطها بالحزب علاقة مصير لن ترضى بان يتخلى عن دوره في مؤازرة نظام بشار الاسد فيما يعرف الجميع ان مشكلة قوى 14 اذار مع حزب الله تعود الى دوره في الحرب السورية، اضافة الى مشكلة سلاحه غير الشرعي الذي يمنع الدولة من ان تكون دولة بمواصفاتها الشرعية والقانونية، مع العلم ان تراجع حزب الله عن مواقفه المؤيدة لسوريا الاسد والمتفاهمة الى حد بعيد مع استراتيجية ايران في المنطقة، غير وارد في حسابات من يعرف كيف بنى الحزب قدراته العسكرية والاستراتيجية في آن!

ومن الان الى حين وضوح الرؤية بالنسبة الى الحوار المرتقب والمرجو بين تيار المستقبل وحزب الله، يبقى هناك من يجزم بوجود نيات حسنة مسبقا من الجانبين، شرط ان لا تؤدي بعض علاقات الحلفاء الى ما يمكن ان ينسف المسعى الحواري، لان للبعض حسابات مغايرة تماما ومن الضروري القول ازاءها انه يكفي لقاء الجانبين تحت اي عنوان لتبريد الاجواء وخلق مناخات تفاهمية من الضروري تثميرها في مشروع الدولة ومؤسساتها؟!