Site icon IMLebanon

حوار حزب الله – الكتائب بأمان «النووي»

اتفق النائبان إيلي ماروني وعلي فياض على تثبيت لقائهما الدوري كل أسبوع على نحو مبدئي، لاستكمال وضع سيناريو الحوار بين الكتائب وحزب الله. في الآونة الأخيرة، ظن البعض أن الحوار قد طار في مهب المواقف الكتائبية التي انتقدت أداء حزب الله تجاه القضايا المستجدة، ولا سيما العدوان على اليمن، وخطاب السيد حسن نصرالله في شأنه. ماروني نفسه، ممثل الكتائب في الحوار الثنائي، كان أبرز المنتقدين. من مواقفه، اعتباره أن حملة السفير السعودي علي عواض عسيري على خطاب نصرالله «تعبر عما يقوله عدد كبير من اللبنانيين، ولا سيما لجهة مسؤولية الحزب وحلفائه والجهات الإقليمية التي تدعمهم عن تعطيل الانتخابات الرئاسية».

لم يهدئ ماروني من روعه بعد لقاء فياض، لكن ذلك لا يضير في يده الممدودة إلى حزب الله بشيء. قبل يومين، لبّى دعوة فياض إلى مكتبه في مجلس النواب. اعتاد الزميلان تبادل الزيارات ضمن حرم البرلمان منذ أن أعلن الطرفان نية الحوار، واختارا فياض وماروني ممثلين لهما لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى نقاط مشتركة. يتوقع الوسطاء بين الحزبين، التوصل إلى ورقة تفاهم على غرار ورقة الحزب والتيار الوطني الحر، لكن الأمر لا يبدو قريباً، علماً بأن بكفيا كانت قد استضافت فياض في دارة الرئيس أمين الجميل، قبل أن يحل الأخير ضيفاً على الجنوب، ويشارك حزب الله، بحماسة لافتة، في الترحيب به. بين هذا وذاك، عقد فياض وماروني لقاءات عدة مستكملَين التقارب الذي بدأه الوزير السابق سليم الصايغ مع فياض.

الأخير لا يزال ملتزماً «التكليف» المانع للتصريح إعلامياً حول الحوار مع الكتائب. «يداري» الحزب على شمعته الجديدة لتضيء. بات مطمئناً أكثر إلى متانة الحوارات وصوابيتها مع الأفرقاء، من المستقبل إلى الكتائب، في زمن كسر الجليد بين الأعداء بوحي من الاتفاق النووي بين إيران والشيطان الأكبر. ماروني يتمسك أيضاً بالحوار. «البراغماتية السياسية» و»تقبل الآخر» و»الشريك في الوطن»… أطر جاهزة ينضوي تحتها المتخاصمون، فيمسكون العصا من النصف. لا يجد نائب زحلة نفسه مضطراً لأن يفصّل مواقفه على قياس الآخرين. «نريد الحوار مع حزب الله، لكننا لم نتفق حتى الآن في السياسة. نتفق على مكافحة الفساد وملفات أخرى».

في اجتماعه الأخير، أبدى المكتب السياسي في حزب الكتائب برئاسة الرئيس أمين الجميل اهتمامه بـ «التفاهم الممكن بين إيران ومجموعة الخمسة زائداً واحداً، وما يفترضه من انعكاس ايجابي على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، لكن يبقى على اللبنانيين، مرة جديدة أن يدركوا هذه التطورات ذات الطابع الاستراتيجي في المنطقة، وأن يعملوا على أن تكون عامل سلام للبنان، لا ذريعة جديدة للنزاعات الداخلية».