Site icon IMLebanon

حوار في «المستقبل» حول الحوار مع «حزب الله»

ما تزال جلسة الحوار الثنائي بنسختها الـ 23 بين «تيار المستقبل» و «حزب الله» قائمة مساء يوم الاثنين المقبل، في عين التينة، حتى يصدر عن أحد الطرفين ما هو عكس ذلك.

الرئيس نبيه بري دخل على خط تهدئة الأجواء، وقد تواصل مع قيادة «المستقبل»، وطلب منها إعطاءه بعض الوقت للقيام باتصالات مع «حزب الله» بهدف معرفة خلفيات التصريحات التي أدلى بها النائب محمد رعد، مشدداً في الوقت نفسه، على ضرورة استمرار هذا الحوار الذي يشكّل إحدى مظلات الأمان للشارع اللبناني.

وتشير مصادر مواكبة الى أن عدم تطرُّق «كتلة الوفاء للمقاومة» في بيانها، أمس، الى الحوار والوضع الداخلي في لبنان، يؤكد أن ثمة قراراً ضمنياً لدى «حزب الله» باستمرار هذا الحوار، كما أن عدم صدور أيّ موقف رسميّ من الرئيس سعد الحريري حتى الآن حول هذا الموضوع يعكس تمسكه بالحوار.

وبانتظار ما ستؤول إليه الاتصالات التي بدأها الرئيس بري، أشارت معلومات لـ «السفير» الى أن اجتماع كتلة «المستقبل» النيابية يوم الثلاثاء كان عاصفاً، حيث وجد المعترضون على الحوار في كلام النائب محمد رعد الأخير فرصة للانقضاض عليه، وإحراج الطرف المؤيّد له في الكتلة.

وتقول هذه المصادر إن المعترضين على الحوار عادوا الى المربع الأول في طرح أسس الخلاف مع «حزب الله»، حيث أشار بعضهم خلال الجلسة إلى أنه «إذا كان الحزب متهماً باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتوجد محكمة دولية بيننا وبينه، وإذا كان يعتبر أن القتلة هم قديسون ويرفض تسليمهم، فضلاً عن تمسّكه بسلاحه، وإذا كان يتلقى تعليماته من إيران، وإذا كنّا لا نستطيع إخراجه من سوريا، ولا دفعه الى مناقشة الخيارات اللبنانية التي نؤمن بها، وإذا كانت جلسات الحوار الـ 22 السابقة لم تفضِ الى أي نتيجة إيجابية ملموسة.. فلماذا الاستمرار في هذا الحوار؟ ولماذا نستمرّ بتغطية الحزب في بعض الممارسات التي يقوم بها والتي تساهم في تأليب شارعنا علينا؟».

وتضيف المصادر نفسها: أن الفريق المؤيّد للحوار بدا أقل حماسة عما كان عليه في السابق، خصوصاً بعد تصريحات رعد، لكنه شدّد في الوقت نفسه على أهمية استمراره، لافتاً الانتباه الى أنه ساهم في سحب الكثير من الفتائل التي كان يمكن أن تنفجر في الشارع، فضلاً عن أن الجلسات الأخيرة كانت تبحث بكثير من الجدية مبادرة الرئيس سعد الحريري حول ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

وقد دعا هذا الفريق الى رفع النقاش الحاصل الى الرئيس سعد الحريري للاطلاع عليه واتخاذ القرار الذي يراه مناسباً حيال هذا الموضوع، مؤكداً أن مصلحة لبنان وتعزيز مظلة الأمان فوقه تستدعي استمرار هذا الحوار.

ويقول مطلعون على أجواء تيار المستقبل لـ «السفير»: إن النائب محمد رعد يشكل الجناح المتصلّب والمتعصّب في «حزب الله»، وهو في بعض الأحيان يعبّر عن مكنوناته الشخصية، وربما يكون ما أدلى به هو «نتعة من نتعاته»، أو جسّ نبض لردة فعل «تيار المستقبل»، أو هو أمر متفق عليه ضمن قيادة الحزب، لافتين الانتباه الى أنه لم يصدر شيء عن «حزب الله» لإصلاح ذات البين مع «المستقبل» والتي أفسدها رعد بتصريحاته، مع العلم أن «حزب الله» لا يتراجع بسهولة عما يصدر عن قياداته، لذلك فإن «المستقبل» ينتظر التوضيحات التي سيحملها الرئيس نبيه بري إليه.

ويضيف هؤلاء: أن الحوار يتأرجح اليوم، لكن إذا كان «حزب الله» ليس لديه رغبة بالذهاب الى العنف الكامل في لبنان، فمن الأفضل الإبقاء على قنوات التواصل معه، سواء من خلال هذا الحوار أو عبر لجنة ارتباط للتدخل في حال حصول أي أمر من خارج الحسبان، أما إذا كان التصعيد السياسي للحزب مقدمة للذهاب نحو العنف في الشارع، فعندها لن يكون هناك أي معنى لا للحوار ولا للجنة الارتباط.

ويشير هؤلاء الى أن تأكيد الرئيس فؤاد السنيورة بأنه لا يوجد رأيان في «المستقبل»، هو تعبير عن التزام كل أعضاء الكتلة بالقرار الذي يتّخذ بعد نقاش مستفيض خلال الاجتماعات، ولكن ضمن هذه الاجتماعات هناك آراء متعدّدة يطرحها النواب، على غرار ما حصل في الجلسة الأخيرة التي تناولت جدوى الحوار والتي سيكون القرار النهائي فيها للرئيس سعد الحريري.