Site icon IMLebanon

الحوار أفضل من الانقطاع!

كل يوم يجده المراقبون، في مفاجآته والأحداث، أصعب من اليوم الذي سبقه.

كان يوم أمس، يوم الطعن بحكم المحكمة العسكرية، على الوزير السابق ميشال سماحة.

والطعن كان مزدوجاً.

ثمة طعن قدمه المحقق العسكري في الموضوع.

وهناك طعن ثان رفعه المحامي الخاص عن سماحة.

وبين الاثنين طعون فاقدة للهيبة صدرت عن هيئات شعبية.

ولا أحد يدري، الى أين المصير، في نهاية المطاف.

هل لبنان ذاهب الى التجزئة؟

أم انه، كما في كل مرّة، يصل الى المهوار ولا يقع في وهاد الانتحار.

لماذا، كبرت المؤامرة الى هذا الحدّ، وأصبح العيش الواحد، موضوع تساؤل؟

وفي إحدى الأزمات الحادّة، كان وزير المالية محي الدين النصولي، يشدّد على ان الليرة اللبنانية، مهما تقهقرت، فإنها تبقى جامعة للبنانيين.

وهذا، ما يحاول تفعيله الآن وزير المالية علي حسن خليل.

قدر لبنان الحوار لا الانفصال.

ولذلك، فان الحوار الذي يجريه نواب التكتل الوطني الحر يتسم بأهمية قصوى، لأنه، على الرغم من عمق الأزمة واتساعها، فإنه ينصب، على سبر أغوار اعادة تكوين البلاد، لأن الوصول الى خيارات انفصالية هو نهاية لبنان.

والحوار من الرابية الى بكركي.

ومن حريصا الى معراب.

ولاحقاً، وصولاً الى بيت الوسط.

وبلوغاً الى بكفيا، هو حوار لا بد منه لسبر أغوار الوحدة أو الانفصال.

وما قاله الأمين العام ل حزب الله ان ما طرحه العماد عون هو حوار مطلوب بإلحاح.

لماذا؟

لأن، البلاد وصلت الى منعطف حادّ بين الالتقاء والافتراق.

طبعاً، لا يمكن الركون، الى تصريحات سلبية، تصدر من هنا وهناك، ومعظمها يشجع على الفراق والافتراق، ولا يدعو الى التوافق والاتفاق.

في حقبة السبعينات ذهب الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون الى مفاوضات شاقة وصعبة مع الصين تحت عنوان لعبة البيغ بون.

وعندما ذهب وزير خارجيته الى بكين، واجه محادثات صعبة مع الزعيم التاريخي للصين ماوتسي تونغ.

وبعد رحيل الزعيم الأحمر، ومجيء القائد الانفتاحي دينغ هيساو بينغ، تغيرت سياسة، وحكمها دينغ بذهنية مختلفة.

إلاّ أن الصين بقيت شيوعية، وظلت الصين الوطنية بزعامة تشانغ كي تشك.

وهذه استراتيجية سياسية، لا تبدّل الحضور القومي لكل بلد.

ولذلك، فان الحوار أجزى من الانقطاع.

وهذا ينبغي أن يفهمه روّاد ٨ و١٤ آذار، والناس، بدأت تتعوّد على التوريث السياسي، من المختارة الى إهدن، ومن بيروت الى الجنوب.

ولو يترك الجميع الرئيس نبيه بري يقود الأوركسترا – الحوارية، ويناقش النواب، حول جدول جلسات الحوار النيابية، لكان ذلك، أفضل بكثير من العنعنات السياسية.