IMLebanon

الحوار آتٍ… والحلُّ معه؟

لسبب أو لآخر، أرجع عادة من زياراتي للرئيس نبيه بري وأنا أكثر تفاؤلاً، وأكثر اطمئناناً إلى مستقبل لبنان الذي برهن خلال الحروب والشدائد انه يلوي ولا ينكسر.

واذا ما تبدّت أحيانا طموحات لبعض الفئات بمقاييس لا تتناسب مع التعددية والتنوع، وما تشكله الصيغة اللبنانية من تميّز نادر، فلن تلبث الحقيقة أن تظهر في اجماع الطوائف على التمسك بالتركيبة العجائبية، والتي لا تزال تنجح في الامتحانات الشديدة الصعوبة حتى للحظة.

خلال زيارة أمس تعمّدت أن أكتشف الأسباب الحقيقية والمستجدّات السياسيّة التي يستند إليها رئيس مجلس النواب حين يتحدّث عن الاجواء الايجابية والمؤشّرات المشجّعة.

أجل، قال دولته وهو يجيب بارتياح وثقة، ان في الاجواء اللبنانية، المنظور منها وغير المنظور، علامات مشجّعة جداً.

إلا أنه ليس من الحكمة الدخول الآن في التفاصيل والحيثيّات، ولنترك للمساعي الحميدة التي تتطلّع إلى حوار ناجح ومثمر بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”، والذي يبدو ان موعده لم يعد معلَّقاً في ظهر الغيب.

المسألة الرئاسيّة هي الهم، وهي الأهم، وهي الحل الناجع الذي يفتح طريق المعالجة للكثير من المشكلات والقضايا المعقّدة. وهي، تالياً، ذات عقدتين لا عقدة واحدة: عقدة لبنانيّة لا شريك أو شريكة فيها، محورها الأساسي، والأول والأخير الصراع البلا هوادة ولا استراحة حول شخصيّة الرئيس المقبل، ومن يكون: أنا أو آخر؟ ومَنْ هو هذا الآخر؟ وعقدة خارجيّة حتماً وأكيداً للنووي الإيراني دور رئيسي فيها، ولأميركا و…

ليس في الإمكان الاستنتاج، أو التقدير متى تكتمل الفرحة ويتحقّق حلم لبنان بانتخاب رئيس جديد. لا قبل نهاية السنة الجارية، ولا مطلع السنة المقبلة، ولا مَنْ سيكون الرئيس، ولا كيف سيتمّ الخروج من نفق عقدة أنا أو لا أحد.

غير أن المساعي الحميدة والنيّات الحسنة كفيلة، مع القليل من التضحيات في سبيل إنقاذ لبنان قبل فوات الأوان، بإيجاد الحلول التي يلتقي حولها الجميع في نهاية المطاف.

والتي تضمن لهذا البلد مغادرة حقول الالغام وملاعب النار الى الحياة الطبيعيّة، حيث تسترجع المؤسسات الدستوريّة كامل صلاحياتها وأدوارها، فنعرف مرة جديدة الأمن والاستقرار.

في كل حال، ومقارنة بالأحداث المزلزلة التي تجتاح البلدان المحيطة بلبنان، وتلك البعيدة منه، يتبدّى الوضع اللبناني في خانة لا تدعو إلى قلق كبير بقدر ما هي تدعو الجميع دون استثناء الى توخّي الانتباه والحذر في هذه المرحلة، والاندماج في حوار وطني صادق وبناء، تفادياً لكل ما من شأنه تسهيل مهمة المخرّبين والحاقدين والعابثين بأمن لبنان والمنطقة.

وها إني مرة أخرى أغادر عين التينة وأنا أكثر تمسّكاً بالتفاؤل و… الحوار.