تقول أوساط مسيحية في «8 آذار» إنه بالرغم من أن «حزب الله» لا يستطيع أن يقول لا للعماد ميشال عون، لكنه، في الوقت نفسه، لم يستطع أن يقول له نعم سأنزل معك إلى الشارع، بالرغم من أنه معه قلباً وقالباً، لأنه عندما يتخذ الحزب قرار النزول إلى الشارع، فهذا يعني أن البلد سيكون في وضع حرج. وعندها لا يتم الخروج من الشارع إلا كما حصل في العام 2008. لذلك تحمّس حزب الله للحوار حتى يقول للعماد عون أن يبقي مجالاً للكلام، وأن لا يفعّل ويزخّم دعوات التظاهر في ظل الحوار».
هكذا يتفهم مسيحيو «8 آذار» وخصوصاً «التيار الوطني الحر» ما يفعله «حزب الله»، ويتفهمون معادلته بأن النزول الى الشارع يجب ان يسبقه وضع سيناريو الخروج منه بثمن.
تعتقد الأوساط نفسها أن ما سرّع التئام نصاب الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري، هو معرفة «حزب الله» بأن ثمة من يريد أخذ البلد إلى مكان خطير من خلال الدخول على خط وجع الناس وأحقية وشرعية المطالب الاجتماعية. فقد «رُصدت نيات لتعميم الفوضى والدفع باتجاه واقع أمني وسياسي خطير، وتعاظمت الخشية من دخول معادٍ على خط الحشود العونية بهدف إشغال هذا الحلف بوقائع مأساوية، تؤدي بالنتيجة إلى صدام حتمي يجر الحزب إلى الشارع». وعليه، فقد كان الحوار بمثابة «إطار وطني موازٍ يسحب المبادرة من يد المتربصين بالساحة اللبنانية»، حسب الأوساط نفسها.
ترى الأوساط أن الحوار في ساحة النجمة «لن يؤدي الى أي مكان رئاسياً، كونه ينطلق من نظريتين متناقضتين، فريق يريد الرئيس أولاً، وآخر يريد الرئيس من الشعب أو الانتخابات النيابية أولاً». وتضيف: إذا لم تتم مقاربة البنود التالية في جدول الأعمال، فإن ثمة خشية من تراجع التمثيل السياسي تدريجياً، لذلك كان الرهان كبيراً على إمرار مشروع الترقيات العسكرية باعتباره يشكل مخرجاً حقيقياً يرضي عون ويؤمّن مناخاً إيجابياً، إلا أن الإرادة الخفية أفشلت المشروع لأنهم لا يريدون إعطاء عون شيئاً.
لا تتوقع الأوساط المسيحية أن ينسحب عون من طاولة الحوار الوطني، مؤكدة أنه يدرك أن ذلك «سيشكل إحراجاً كبيراً لحليفه حزب الله، كما أن هناك رأياً غالباً داخل التيار الوطني الحر يقول نحن الأقوياء وخروجنا سيعتبر ضعفاً وهروباً، فيما مشاركتنا وتسمية الأشياء بأسمائها تكرّس قوتنا وثقتنا بالآتي من الأيام.. وعون مؤيد لهذا الرأي».