IMLebanon

طاولة الحوار من دون حوار  

 

 

طاولة الحوار التي دعا إليها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في القصر الجمهوري بتاريخ ٢٠٢٠/٦/٢٥، هي «طاولة» غير عاديّة، لكنّها مهمة جداً، بسبب أنّ الداعي إليها هو فخامة الرئيس. ولكن قبل البدء بهذا الحوار أتمنى على فخامته أن يجيب على بعض الأسئلة التي ترتسم على شفاه المواطنين:

 

أولاً: من الطبيعي أنّ حليف الرئيس، ممثل «الحزب العظيم» سيكون أوّل الحاضرين… وهنا نسأل الرئيس: هل يستطيع أن يسأل ممثل «الحزب العظيم»، متى نستطيع أن نبحث في الاستراتيجية الدفاعية؟

 

ثانياً: بعد مرور ٢٠ سنة على الإنسحاب الاسرائيلي من لبنان عام ٢٠٠٠، وبقيت مشكلة تلال كفرشوبا ومزارع شبعا معلّقة، وأصبح واضحاً ان «مسمار جحا» الاسرائيلي الذي يطالب لبنان الحصول على اعتراف من سوريا، بأنّ تلك الأراضي غير سورية، وهو مستعد لإعادتها الى لبنان. وبما أنّ «الحزب العظيم» كان المدافع الأول عن كرسي بشار الأسد، فهو قادر بما له من دالّة ومونة عليه، أن يطلب تلك الورقة ليكون لبنان بذلك قد كسر أنف إسرائيل، وحرّر جميع أراضيه.

 

ثالثاً: بما أنّ فخامته حليف لـ»الحزب العظيم»، أريد أن أسأله أولاً وأسأل «الحزب العظيم» ثانياً: ألا تكفي ٢٠ سنة من دون إطلاق طلقة واحدة على إسرائيل؟ ألا تكفي كي يعود «الحزب العظيم» حزباً لبنانياً، ويقول لإيران وولاية الفقيه: «كفى المؤمنين شر القتال»، ويشكرهم على مساعداته الماليّة والصاروخية، ويقول لهم: أريد أن أنتبه الى مصالح وطني لبنان، فلبنان يجب أن يكون أولاً.

 

رابعاً: هل يشعر فخامة الرئيس، بأنّ عهده أصبح عهداً ضد العالم العربي، والذي هو جزء أساسي منه، وأصبحت سياسته، سياسة إيرانية ضد العرب ومصالحهم؟

 

خامساً: عندما بدأت الثورة السورية طرح «الحزب العظيم» سياسة النأي بالنفس. وهنا نسأل الحزب: هل إلتزم بهذا الشعار، أم أنه تورّط يوم أعلن السيّد، أنه مستعد أن يذهب شخصياً الى سوريا، للدفاع عن بشار الأسد.

 

سادساً: نسأل الرئيس: هل هو مسيحي، وما رأي غبطة البطريرك وما رأي المسيحيين في لبنان؟ وهل يعلم فخامته ما يعنيه شعار «لبنان أولاً»؟

 

سابعاً: أحب أن أُذَكّر فخامته، بما قاله عام ٢٠٠٣ أمام الكونغرس الاميركي حين اعتبر الوجود السوري المسلح احتلالاً للبنان، وأنّ السوريين حوّلوا لبنان أرضاً خصبة وملاذاً آمناً للإرهاب.

 

كما طالب أيضاً بخروج القوات السورية من لبنان، وهي التي نشرت الفساد، وألغت الدولة، وحوّلت لبنان الى دولة إرهابية، وحذّر من الإغتيالات السياسية التي ارتكبتها سوريا بحق عدد كبير من الرؤساء والزعماء والنواب وصحافيين ومسؤولي أحزاب… وكان هذا الكلام تمهيد لإصدار القرار ١٥٥٩.

 

ثامناً: يا فخامة الرئيس: المسيحيون يعتبرون لبنان هو البلد العربي الوحيد الذي يتسلم رئاسته مسيحي، بينما جميع الدول العربية الشقيقة يتولاها رؤساء مسلمون.

 

تاسعاً: لا أحب أن أذكّرك بما فعلته جماعتك مع المرحوم البطريرك صفير، ولكن أحب أن ألفت نظرك الى أنّ الكاردينال البطريرك الراعي أيضاً غير راضٍ عن سياسة العهد فالجميع كانوا ينتظرون عكس ما يجري الآن.

 

عاشراً: يا فخامة الرئيس عهدك بحاجة الى إنقاذ، والسياسة التي اتبعتها دمّرت الاقتصاد اللبناني وفي أيامك أصبح سعر الدولار بين ٦ و٧ آلاف ليرة بعدما كان ١٥٠٠ ليرة منذ العام ١٩٩٣، أي خلال ٢٧ سنة من الاستقرار ومن نعمة إسمها نعمة رياض سلامة، الذي استطاع أن يثبت الدولار، بالرغم من الحروب الاسرائيلية على لبنان وفي ظل عدم انتخاب رئيس للجمهورية لمدة سنتين ونصف السنة، وعدم تشكيل حكومة لعيون جبران، الصهر العزيز، ويتم التعطيل كل مرّة سنة كاملة.

 

يا فخامة الرئيس تستطيع أن تنقذ عهدك وتنقذ لبنان إن فعلت ما يلي:

 

أولاً: إقناع «الحزب العظيم» حليفك أن يصبح لبنانياً.

 

ثانياً: أن يعود لبنان الى إخوانه العرب لأنه لا يعيش من دونهم، وبالأخص السعودية والكويت والإمارات ومصر وباقي الدول العربية.