IMLebanon

الحوار ثمرة النضال

الوفد النيابي العائد من واشنطن، جاء بنتيجة حيّة: الحوار ثمرة النضال على ما يقوله النائب باسم الشاب، العائد الى بيروت من لندن، بعد واشنطن.

والنائب الموثوق بمعلوماته، يدرك أكثر من سواه، ان لا القطيعة هي الطريق الى التفاهم.

ولا الانقطاع عن الحوار هو ثمرة النضال من اجل تحطيم قيود التراجع عن التفاهم.

والنواب العائدون من الولايات المتحدة، أدرك معظمهم ان ادارة الظهر الى الأميركان، موازية للارتماء في أحضانهم، ذلك ان العداوة لواشنطن، موازية للجفاء معها.

ولعل الأميركان يدركون أيضاً ان الجفاء في غير موضعه، مساو للارتماء في الأحضان، ايماناً منهم بأن الحب الأعمى للأميركان، في حجم العداوة على العمياني لهم.

وهكذا، كان الرئيس الأميركي الجنرال دوايت ايزنهاور في مقدمة من أدرك أهمية الحوار للأميركان، كما لسواهم، ولذلك، فقد بادر الى كسر القطيعة مع الرائد العربي جمال عبدالناصر، وكانت عودة الحوار الى البلدين، بداية تفاهم لا نهاية عناد فقط بين الجانبين الأساسيين الاقليمي والدولي.

هل يقود الحوار الى التفاهم المفقود عملياً أو نسبياً بين الولايات المتحدة، و٨ و١٤ آذار والمجسد بالوفد النيابي الذي أرسله الرئيس نبيه بري الى واشنطن، بداية للود المفقود بين ساحة النجمة والادارة الأميركية، وقياساً بين أميركا وحزب الله.

ثمة من يستصعب هذه الخطوة، لكنه لا يستبعدها بعد الحوار بين واشنطن وطهران على الرغم مما يشوبه من مناحرات.

ربما نجح الرئيس بري في ارسال الوفد النيابي الى واشنطن، ونجح ثانياً في تأليفه من عناصر نيابية مؤهلة بكفاياتها والثقافة والاطلاع، لخلق نواة حوارية تدرك مسالك سبل الحديث مع الأميركان، وتجيد تدوير الزوايا بين واشنطن وبيروت.

وهذا ما جعل مرجعاً نيابياً بارزاً، يعمد الى اذكاء الحوار، ولو من طرف واحد، مع ان الطرف الأميركي الذي اجتمع اليه الوفد، اظهر كثافة في الانفتاح على النواب اللبنانيين.

والانفتاح ليس حرباً على الانغلاق، بل مبادرة الى المزيد من درس الموضوعات العالقة بين الجانبين الاميركي واللبناني لأن الحوار لا يكون من طرف واحد.

كان الرئيس رفيق الحريري، يردد قبيل استشهاده ان اكبر خطأ يقترفه السياسيون، عندما يعتقدون ان اقفال ابواب الحوار، تؤدي الى الانفتاح، لأن ذلك يعني الوصول الى طريق مسدود، وليس بالطريق المسدود يُبنى التفاهم.

من هنا تكمن اهمية الحوار بين الذين خطفتهم التباينات الى مواقع مشوبة بالخصومة، وليس في السياسة، كما كان يقول الرئيس الدكتور سليم الحص طريق الى تبديد فرص التفاهم عند الاقتضاء. –