يحاول حزب الله قدر المستطاع فصل الملف اللبناني عن الملفات الإقليمية المتشابكة… تحت هذا السقف، فرض الحزب منذ فترة قواعد سياسية جديدة على اللعبة اللبنانية فاجأت الأصدقاء قبل الخصوم، واتخذ حصرية سياسة مقاربة كل الملفات العالقة «عالقطعة».
على هذا الأساس، يؤكد قيادي بارز جدا في 8 آذار بأن الحزب ليس بوارد فتح جبهات صراع داخلية في الحكومة أو الحوار أو أية مسألة يمكن أن تهز الاستقرار النسبي الذي يظلل لبنان.
جل ما في الأمر، هو إيجاد الحزب لنوع من التوازن في إدارة الملف اللبناني والاكتفاء في معالجة كل موضوع على حدة دون اللجوء لفتح كل الملفات أو السجالات دفعة واحدة.
بناء عليه، لم يكن بإمكان حزب الله المرور مرور الكرام على التصريح الأخير لرئيس حكومة لبنان تمام سلام في شرم الشيخ أو تصعيد الموقف ونسف الحكومة من أساسها.
جاء موقف الحزب وفقا للقيادي منسجما مع طبيعة المرحلة التي يمر بها لبنان والمنطقة، واكتفى الحزب بهز العصا لسلام لاعادة تذكيره بأن البلد ليس سائبا ولا يمكن القبول بتضييع الجهد فوق العادة المبذول للحفاظ على الحد الادنى من الروابط والعلاقات بين مكوناته.
وفي موازاة كفة الحفاظ على الحكومة، يؤكد القيادي بأن للحزب المقاربة ذاتها في مسألة الحوار مع تيار المستقبل والإصرار على اهمية تحييده عن كل الصراعات القائمة في المنطقة، ويمكن القول بأن هناك ثقة غير مسبوقة لدى طرفي الحوار بجدواه وأهميته لإرساء دعائم الاستقرار في لبنان »…
وينقل القيادي البارز جدا عن مصادر ديبلوماسية ومحلية مهمة ثقتها باستمرار الحوار وعدم إمكانية المساس به أو تأثره بأية «حركشات» داخلية أو رياح إقليمية، مشيرا إلى جملة أسباب قدمتها هذه المصادر كدليل على كلامها:
اولا: يحمل حوار «المستقبل- حزب الله» طابعا لبنانيا صرفا، وقد اتفق الطرفان مسبقا على أجندة حوارية ببنود محلية قابلة للنقاش وغير خلافية كموضوع سلاح الحزب أو مسألة مشاركته في القتال في سوريا.
ثانيا : الدعم الخارجي غير المسبوق المؤيد لاستمرار الحوار مهما كانت الظروف، ويمكن القول بأن هذا الحوار يشكل بالنسبة للسعودية وإيران ساحة التلاقي الإيجابية الوحيدة بينهما.
ثالثا : تعويل الحزب والمستقبل على هذا الحوار لتخطي موجة الإرهاب التكفيري واحتواء الخلاف السني الشيعي تحت سقف ربط النزاع بينهما.
رابعا : تخطي الطرفين لقطوع تصريحات الرئيس فؤاد السنيورة في المحكمة الدولية والاتهامات الممنهجة التي يوجهها صقور «المستقبل» ضد الحزب بسبب أو بدون سبب.
خامسا : استمرار جلسة الخميس في موعدها وعدم إرسال الحزب أو المستقبل اية إشارات سلبية رافضة لاستمرار الحوار رغم عاصفة «الحزم» التي كسرت كل المحرمات اقله في أدبيات الطرفين.