لا يوجد مواطن عاقل تهمّه مصلحة الوطن إلاّ ويكون مع الحوار، ولكن من دون التعليلات والتبليغات والتهديدات.
الجلسة الخامسة من حوار «حزب الله» و»تيار المستقبل» عقدت مساء أول من أمس، واللبنانيون جميعاً ينتظرون النتائج.
من أسف طموحات الناس أكبر بكثير من النتائج التي أسفر عنها هذا الحوار حتى الآن.
صحيح أنّ هناك أموراً ليست في أيدي المتحاورين.
وصحيح أيضاً أنّ التصريحات الايرانية تزيد في الطين بلة.
والغارة الاسرائيلية على القنيطرة فاقمت الأمور أكثر فأكثر، وردّ «حزب الله» من لبنان (نحن مبدئياً مع الردّ وفي المطلق ضد العدو الاسرائيلي) إلاّ أنّ هذا الردّ يضع لبنان أمام خيارات صعبة، ولكن لنأخذ في الاعتبار أنّه لولا الحوار لكانت الأمور أصعب بكثير ممّا نحن عليه، على سبيل المثال عملية بعل محسن الانتحارية، إذ لولا الحوار لكنّا في مكان آخر… وهذه حقيقة لا تُخفى على عاقل في لبنان.
بمعنى أدق أنّه لولا طاولة الحوار هل كنا نتوقع أن تمر عملية بحجم عملية بعل محسن من دون نتائج ممّا عرفناه وعايشناه وتلقى اللبنانيون تداعياته المأساوية؟
صحيح أنّ ما أسفر عنه الحوار حتى الآن ليس عند طموحات الناس كما أسلفنا إلاّ أنّه بالغ الأهمية قياساً الى الأوضاع في لبنان… مثال إزالة الصور واليافطات، وأساساً محاولة تطويق الإحتقان السنّي – الشيعي.
نفهم أنّ السلاح خارج البحث الآن، وأيضاً الإنخراط في الحرب السورية… ولكن هل يريدون أن نقبل بأن يأتي الرد على القنيطرة من لبنان؟
الى ذلك، ماذا يمنع أن يتم توافق على مبدأ انتخاب رئيس للجمهورية؟
وهذا يعني أنّ «حزب الله» غير مهتم إلاّ بنفسه، وأنّ خطاب نصرالله في حضور بروجردي والذي أورد فيه 51 مرة تهديداً لإسرائيل، وهذا حدث بطلب إيراني… ذلك أنّ طهران موجودة اليوم في سوريا ولبنان وهي التي تريد أن تتولّى المفاوضة مع إسرائيل، ما يلغي دور سوريا ولبنان معاً.