كشفت مصادر سياسية متابعة ان أقنية التواصل بين الرئاسات الثلاث لم تفتح بشكل مباشر، لكن اللقاء الذي جمع الرئيس سعد الحريري بالوزير علي حسن خليل موفدا من الرئيس نبيه بري أمس هو باكورة الاتصال بين عين التينة و»بيت الوسط».
وقالت المصادر لـ»الشرق» ان هناك توجها جديا للتواصل بين بعبدا وبيت الوسط خلال الأيام المقبلة، بعدما تبين ان مروحة الاتصالات السياسية التي تقوم بها بعبدا بين كافة الأطراف السياسية تستلزم فتح باب الحوار مع الرئيس الحريري، والتوافق معه في أكثر من اتجاه.
وكشفت المصادر ان عملية التكليف التي ستصدر بعد الاستشارات النيابية الملزمة لرئيس الجمهورية والمتوقعة مطلع الاسبوع المقبل كحد أقصى، ستسهل عملية التشكيل بحيث ان مروحة الاتصالات الجارية تصب في صورة الحكومة المقبلة في الشكل وفي المضمون.
ولفتت المصادر الى ان الواقع السياسي اليوم يتمحور حول:
١- إما اعادة تكليف الرئيس سعد الحريري مجددا رئاسة الحكومة، وهذا الامر هر المرجح.
٢- تكليف شخصية سنية متوافق عليها مع الرئيس الحريري.
٣- تأليف حكومة أكثرية، وهذا امر مستبعد كليا.
المصادر المتابعة أكدت ان لا تأخير في تحديد موعد الاستشارات النيابية بمعنى التأخير إنما ما يجري هو لاعطاء فرصة للكتل النيابية لاجراء المشاورات في ما بينها لتقدم اسم مرشحها لرئاسة الحكومة.
وقالت ما نشهده اليوم هو وضع استثنائي وليس طبيعياً، والهدف ينصب على السعي الى التكليف والتأليف بسرعة وبمسيرة متوازية لنتفادى التأخير في تأليف الحكومة.
من هنا تابعت المصادر ان لا وجود للتمييع او أي أمر آخر مع الاشارة الى أنه لم تمر ٤٨ ساعة على إستقالة الحريري، ونحن لسنا في ظرف عادي، فالطرقات كانت لاتزال مقفلة نسبيا. فتوقيت الاستشارات مرتبط بالظرف الأمني العام الذي كان سائداً. واليوم بدا التواصل أسهل وهذا بالامر الطبيعي، مع الاشارة الى ان أياً من الكتل لم تجتمع بعد او تعلن موقفها، فربما هذا التأخير بتحديد موعد انطلاق الاستشارات يقع في خانة الافساح في المجال للكتل النيابية للتشاور في ما بينها لتمسية رئيس الحكومة.
المصادر أكدت ان الرئيس عون يقوم بجولة مشاورات لاختيار الشخصية التي ستكلف برئاسة الحكومة، وهو بالتالي ملزم بها وفق الدستور.
المصادر أشارت الى ان الحديث عن حكومة تكنوسيايسة يقصد بها اما مجموعة تقنيين ومجموعة سياسيين او تقنيين مسيسين، أي مطعمة بالاثنين معا.