ذكرت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية أمس في مقال عن سعي إيران للسيطرة على كل الدول المحيطة بـ»إسرائيل»، أن تقرير وزارة الخارجية الأميركية الذي صدر مؤخراً أكد بأن «إيران ما زالت راعية للإرهاب في جميع أنحاء العالم، باستخدام ذراعها الكبرى، الحرس الثوري وقوة القدس والاستخبارات وحزب الله»، يستحقّ الأميركيّون أن نقول لهم «صحّ النوم»!!
هذا الكلام تزامن أمس أيضاً مع إعلان ديبلوماسي أميركي «أن المفاوضات الدولية للتوصل إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني يمكن أن تمدّد إلى ما بعد المهلة المحددة في 30 حزيران الجاري»، وسلفاً نقول: ستمدّد، فالرئيس باراك أوباما يتخلّص من المأزق الإيراني بتطويل عمر المفاوضات ولم يعد سراً أن أوباما جمّد أزمة الشرق الأوسط وإيران والعراق وكلّ ملفات المنطقة طوال فترتيْه الرئاسيتيْن، وأقصى طموحه أن ينهي فترته الرئاسية الثانية من دون أيّ قرارات!!
للأسف، الكلام الأميركي يناقض نفسه بنفسه، فإيران «راعية الإرهاب» بحسب تقرير الخارجيّة الأميركية منخرطة في مفاوضات مع أميركا عبر، مشهد مبكٍ ـ مضحك يتحاور فيه الشيطانان «الأكبر والأصغر»، فيما العالم العربي يدفع بالدم ثمن ما فعلته إيران باستقراره، وبغض النظر الأميركي عنها، بالرّغم من أنّه بُحّت أصوات كثيرة في المنطقة وهي تحذّر من إيران الدولة الإرهابيّة، ففي نهايات العام 2012 كتبنا في هذا الهامش تحت عنوان «إيران و»أوهام» الدولة الكبرى» وذلك بعد كلام صدر عن رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني أكد فيه أن «إيران كانت في السابق تعرف كقوة إقليمية مرتبطة بالولايات المتحدة، لكنها أصبحت اليوم قوة ذات مكانة لا يمكن لأيٍ من القوى العالمية أن تتجاهل دورها في المنطقة»… يومها اختصرنا كل الكلام بالقول: «عملياً لم تقدّم إيران للمنطقة عموماً والشرق الأوسط خصوصاً سوى التخريب والإرهاب وزعزعة استقرار الدول عبر الخلايا النائمة كخلايا القاعدة التي يجد الكثير من رؤوسها ملاذاً آمناً للمفارقة في إيران تحديداً، ولا تستطيع إيران أن تدّعي أنها قدمت ما يفيد العالم وأمنه وسلامته بل العكس تماماً جلّ ما انصرف إليه جهد ومال وإمكانات هذه الدولة إلى صناعة القنابل النووية، ليس لدخول النادي النووي بل لوضع يدها على العالم الإسلامي «السُنّي» تحديداً عبر التفوق في السلاح وامتلاك أنواعه القاتلة»!!
بعد سنوات ثلاث على رؤيتنا للدور الإرهابي الإيراني، نجد أنفسنا أمام تصنيف أميركي حكومي لإيران بأنها دولة راعية للإرهاب، ومع هذا أوباما يحاور رعاة الإرهاب، ويطيل عمر الدولة الراعية للإرهاب وينسقان معاً في العراق، ويتفرّج على ما تفعله في سوريا واليمن، والتهديد الذي باتت تشكلّه بجديّة لكلّ منطقة الشرق الأوسط، ومع هذا وبعد جولة مفاوضات مملّة سيجري «تمديد» عمر الإرهاب الإيراني في المنطقة حتى دخول العام المقبل وبدء عام الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركيّة، عندها فقط سيتنفس باراك أوباما وعلي الخامنئي وفلاديميربوتين وبشار الأسد الصعداء، ويستمتعون بهدنة إجبارية يدخلها العالم إلى حين دخول رئيس أميركي جديد حيّز المشهد العالمي اللعين!!