استغربت أن يطرح فخامة الرئيس ميشال عون فكرة طاولة للحوار. طبعاً لا أشك للحظة واحدة أنه يفتش عن حلول، وأظن أيضاً أنه بدأ يشعر بالعزلة، وأنّ عهده أصبح عهداً فاشلاً، وأنّ الوعود التي أطلقها فشلت وسقطت كلها.
بكل تواضع نقول: إنّ هناك فرصة صغيرة للحوار، ولكن هناك شرطان لا بد من توافرهما كي يكون هناك حوار:
أولاً: هل يُسْمَح لفخامته بحث الاستراتيجية الدفاعية؟
ثانياً: ماذا عن سلاح «حزب الله»؟ نسأل أيضاً فخامته: هل يسمح «حزب الله» ببحث قضية السلاح؟
وهنا لا بد أن نسأل فخامته أيضاً وأيضاً: هل استمع الى خطاب السيّد الذي أعلن فيه أنه لا ولن يسمح لأحد في العالم أن يتحدث عن سلاحه؟
هذا سلاح مقدّس برأيه، فكيف يمكن البحث فيه؟؟!!!
كذلك نريد أن نسأل فخامته بعض الأسئلة:
أولاً: هل يريد فخامته أن نوافق على التعيينات التي قامت بها الحكومة، وهي تعيينات لجبران باسيل فقط لا غير؟
ثانياً: هل يريد أن نوافق على قول رئيس حكومة «الحزب العظيم»، انه حقق ٩٧٪ من خطة الحكومة؟
ثالثاً: هل يريد فخامته أن نوافق على عدم توقيعه التشكيلات القضائية التي صدرت عن المجلس الأعلى للقضاء سهيل عبود والمدعي العام التمييزي غسان عويدات والمحامي العام فقط لأنهم نقلوا القاضية غادة عون؟ أمن أجل عيني غادة عون ما في تعيينات؟
رابعاً: هل يريد فخامته أن نوافق على حكومة، لا تمثل إلاّ «حزب الله»، وجبران باسيل، ومن الرئيس نبيه بري، طبعاً لأنهم لا يستطيعون أن يشكلوا حكومة من دونه وخوفاً منه؟
خامساً: هل يريد فخامته أن تشكل حكومة يقصى عنها أكثرية أهل السُنّة، خصوصاً أنه يعرف أنّ الممثل الحقيقي لأهل السُنّة هو سعد الدين الحريري؟ فكيف تكون الحكومة حكومة وطنية، ولا يتمثل فيها الرئيس الحريري؟
سادساً: هل يريد فخامته أن يقصي أيضاً «القوات اللبنانية» وهل بهذا يكافئ الدكتور سمير جعجع الذي أهدى فخامته رئاسة الجمهورية و»اتفاق معراب»؟ وأين صار «اتفاق معراب» يا تُرى؟
سابعاً: نريد أن نسأل فخامته: ماذا عن «قانون قيصر» والعقوبات المترتبة عنه، هل سيقول نحن مع سوريا؟ وهل يتحمّل لبنان مثل هذا الموقف؟
ثامناً: نسأل فخامته هل هو راضٍ عما وصل إليه سعر الدولار إذ وصل الى ستة آلاف أو سبعة آلاف، ولا أحد يعلم الى أين نحن ذاهبون؟
تاسعاً: نسأل فخامته: هل يوجد إنسان عاقل، يريد أن يطلب من صندوق النقد الدولي قروضاً، ونحن نعلن اننا لن نسدّد المبالغ التي استحقت علينا هذه السنة، «اليوروبوند» بـ٤ مليارات، ونقول للدول التي استدنّا منها، إننا لا نريد أن نسدّد دولاراً واحداً لغاية ٢٠٣٥؟ بالله عليك يا فخامة الرئيس، هل يوجد إنسان عاقل يقول لمصرف ما لا أريد أن أسدّد لك ديونك وأريد أن استدين منك؟
عاشراً: فخامة الرئيس تَذَكّرْنا سلعاتا، إذ بعد رفض مجلس الوزراء مشروع المعمل هناك، رجعت حضرتك في الجلسة الثانية، وأعدت المشروع الى مجلس الوزراء، وفرضت المشروع بالقوة، وحسب المعلومات، فإنّ هناك صفقة في الموضوع، إذ أنّ وزيراً سابقاً من جماعتك اشترى ٢٠٠ ألف متر بـ٢ مليون دولار أو أكثر لا نعرف الرقم تماماً، ويريد أن يبيعها المشروع للدولة بمبلغ ٢٠٧ ملايين دولار؟
أحد عشر: فخامة الرئيس فضيحة الفضائح مسألة الكهرباء، وصهرك العزيز تسلم هذه الوزارة عام ٢٠١٠ فرفض أن يقوم ببناء معامل، كما رفض كل العروض من الصندوق الكويتي والصندوق العربي، لأنّ القيّمين عليهما رفضوا تسليمه المال، وقانون الصندوق يقضي بأن يتولى الصندوق نفسه دفع كل دولار ويشرف على كل المشروع… ومعاليه يريد حصته، وبهذه الطريقة لا يستطيع أن يستفيد من الصندوق.
ثم عيّـن سكرتيره سيزار أبي خليل وزيراً من بعده، وسيزار عيّـن سكرتيرته ندى البستاني وزيرة من بعده، وندى عيّـنت مروان غجر سكرتيرها وزيراً من بعدها.
أكتفي بهذه الأسئلة وللبحث صلة.
أخيراً، كان رهان اللبنانيين قبل وصولك الى رئاسة الجمهورية أنك سوف تعيد «الحزب العظيم» الى لبنان ولكنك بدلاً من إعادة الحزب الى لبنان أخذت لبنان الى إيران.