Site icon IMLebanon

“حفاضات” للجميع

 

 

لم يحظَ من تخطّوا سن الواحدة والسبعين بنوم مريح في طفولتهم، فتاريخ الحفاظات (أو الحفاضات) يعود إلى العام 1949، سنة أنزلته شركة جونسون أند جونسون إلى أسواق أميركا، وهناك شرائح واسعة ممن هم دون الواحد والسبعين، حُرموا، لأسباب إقتصادية، من النوم الهادئ الذي يوفره الحفاض الآمن، مانع التسرّب، للأطفال من عمر اليوم الواحد إلى سن الثالثة أو الرابعة. بسيطة، من سبق اختراع جورج شرودر ولادتَه، سيجد بامبرز وهاغيز في شيخوخته.

 

وما بين العمرين، إختبر روّاد الفضاء على مرّ السنين شعور السابح في الفضاء هو والحفاض، كما سيختبر مضيفو الطيران، كما الفرق الملاحية في الصين، تجربة التبرّز في الحفاض، وقوفاً أو قعوداً، وهي تجربة فريدة تحصل لأول مرة، إذ أصدرت إدارة الطيران المدني في الصين الشهر الفائت إرشادات جديدة لقطاع الطيران من خلال وثيقة بعنوان “الإرشادات الفنية للوقاية من الأوبئة ومكافحتها لشركات الطيران”، وتتضمن نصائح حول أفضل ممارسات النظافة التي يجب تنفيذها على الطائرات وفي المطارات. وتحتوي الوثيقة على اقتراح بأن يرتدي أفراد مثل المضيفين حفاظات يمكن التخلص منها. كي لا يحتاجوا إلى استخدام المرحاض تجنباً لمخاطر عدوى كورونا 19.

 

ولفتت الهيئة إلى أنّ التوصية تنطبق على رحلات الطيران من وإلى البلدان والمناطق التي يتجاوز فيها عدد الإصابات 500 إصابة من بين كل مليون شخص. هذا ويتوقّع أن تحذو شركات طيران عدة حذو شركات الطيران الصينية إن تفاقم الفايروس اللعين، فتخيلوا مثلاً مضيفة حسناء من شركة لوفتهانزا الألمانية، جميلة القوام باسمة الثغر فارعة القوام تتنقل بين الركاب كالبطة، وتنحني قليلاً لتقدم للركاب وجبة الغداء، فتنبعث منها روائح كريهة وقاتلة وقاطعة للشهية. أو تصوّروا أن يغمى على الكابتن سعيد لأن مساعده جون أصيب بإسهال شديد على ارتفاع 12 ألف قدم.

 

لم تلحظ الوثيقة الصينية تداعيات الروائح وشعور الركاب وهم يسافرون على متن مرحاض كما لم تشر إلى حفاضات خاصة ذات مواصفات معينة تقضي على انبعاث الروائح، وقد يتيح هذا الإختراع لكبار السياسيين عقد اجتماعات طويلة وقضاء حاجتهم بصمت إذا تمكنوا من ذلك. ومن الخيارات الأخرى أمام شركات الطيران توزيع حبوب تقضي على حاسة الشم لأربع ساعات فيتناول الراكب “حبة” أو “حبة ونص” أو حبتين أو أربع بحسب طول الرحلة. والحل الأمثل توزيع حفاضات للجميع، ركّاباً وملاحين، على أن يتم التحقق من كافة المؤخرات قبل الصعود إلى الطائرة حفاظاً على السلامة العامة.