انطلقت العملية الانتخابية. تفتح اليوم صناديق الاقتراع لغير المقيمين، في الدول العربية في أولى محطات الاستحقاق النيابي حيث ستكون نسبة المشاركة في هذه الدول، مؤشراً أساسياً لمزاج الرأي العام ومدى حماسته في تركيب توازنات برلمان 2022.
أكثر من 220 ألف مغترب سجّلوا أسماءهم للمشاركة في العملية الاقتراعية، لكن من بين هؤلاء المغتربين مَن لن يترجموا نيّتهم بالاقتراع، إلى خطوات عملية من خلال وضع أصواتهم في صناديق الاقتراع، لأسباب عديدة، منها لوجستي يتصل بالمواقع الجغرافية لمراكز الاقتراع، كما تبيّن من شكاوى بعض المغتربين الذين اتهموا وزارة الخارجية بالتلاعب بهذه المراكز للتخفيف من ضغط مشاركة الناخبين، خصوصاً أنّ التقديرات الأولية تشير إلى أنّ غالبية المغتربين ستصوّت على نحو اعتراضيّ.
ومع ذلك، تفاخر السلطة بإنجاز العملية الانتخابية في الخارج، إذ اعتبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال تفقّده غرفة العمليات الخاصة بإدارة ومراقبة الانتخابات النيابية في الخارج التي أنشأتها وزارة الخارجية والمغتربين، «إنها لحظة تاريخية ومهمة في وزارة الخارجية التي هي جسر حقيقي يربط لبنان المقيم بلبنان المنتشر، وهذا العمل هو خطوة إضافية لشد الأواصر بين لبنان واللبنانيين في الخارج. عندما نرى أن 220 ألف لبناني مغترب تسجلوا فقط للمشاركة في الانتخاب، فيما يبلغ عدد المغتربين الملايين، كنا نتمنى لو كانت المشاركة أكبر بكثير».
كذلك يرى مدير المغتربين في وزارة الخارجية السفير هادي هاشم أنّ اللجنة الانتخابية في وزارة الخارجية قامت بعمل جبّار في إنجازها كلّ التحضيرات اللازمة للاستحقاق في ظلّ انعدام الإمكانيات، كونها تحصل في 52 دولة، لكل منها قوانينها وقواعدها الخاصة، خصوصاً أنّ وزارة المال لم تحوّل الاعتمادات اللازمة إلى البعثات الدبلوماسية لتمويل العملية، ما اضطر بعض البعثات التي تواجه تعثّراً مالياً إلى الاستدانة من البعثات «المرتاحة»، إلى حين بتّ مسألة التحويل بالدولارات الطازجة.
في هذه الأثناء وزّعت صناديق الاقتراع على البعثات الدبلوماسية وجرى تجهيز كلّ المراكز بانتظار لحظة الصفر، بعدما جرت معالجة كلّ العقبات التي واجهت العملية التي ستحصل في 600 قلم اقتراع.
وستتولى غرفة العمليات مراقبة العملية الانتخابية على نحو مباشر في 600 قلم اقتراع من خلال live streaming أي نقل مباشر من كل قلم، بدءاً من ساعة فتح صناديق الاقتراع إلى حين تسليم الصناديق إلى شركة الشحن التي ستتولى نقلها إلى بيروت، من باب الحرص على شفافية العملية الانتخابية، كما يقول السفير هاشم. وقد تمّ تخصيص هيئة الإشراف على الانتخابات بمقر خاص بها في وزارة الخارجية لمتابعة الوقائع بشكل مباشر أيضاً، كذلك الأمر بالنسبة إلى مراقبي الاتحاد الاوروبي ومنظمات المجتمع المدني الذين سيكونون حاضرين في وزارة الخارجية.
أما بالنسبة إلى مسار صناديق الاقتراع، فيشير إلى أنّه فور انتهاء عملية الاقتراع سيتمّ فرز الصناديق لناحية عدّ المغلفات أولاً ومن ثم فرزها على الدوائر، ذلك لأنّ بعض الصناديق ستكون مخصصة لأكثر من دائرة انتخابية، ومن ثمّ سيتمّ إقفالها بعد إجراء المحضر الرسمي، وختمها وايداعها الحقيبة الدبلوماسية قبل تسليمها لشركة الشحن، التي ستوصلها إلى مطار بيروت حيث سيتمّ تسليمها إلى قوى الأمن الداخلي لينتهي حينها دور وزارة الخارجية، فتتولى قوى الأمن ايداعها في الخزنة المخصصة في مصرف لبنان إلى حين الانتهاء من العملية الانتخابية في 15 أيار، فتوزع يومها على لجان القيد، حسب الدائرة الانتخابية، وتفرز مع صناديق المقيمين.