IMLebanon

هل سقطت ورقتا عون وفرنجية وإنتقل البحث إلى مرشّح ثالث؟

المراوحة مستمرّة والنصاب لانتخاب الرئيس رهن قرار «حزب الله»

هل سقطت ورقتا عون وفرنجية وإنتقل البحث إلى مرشّح ثالث؟

تجنّب الرئيس الحريري إتهام حزب الله بتعطيل الإنتخابات الرئاسية مبادرة قد تفتح باب الحوار الجدّي

الشيء الوحيد الذي تميّزت به الجلسة السادسة والثلاثون والتي لم تنعقد كسابقاتها لعدم اكتمال النصاب أنها رسمت رقماً قياسياً لجهة الحضور إذ شارك فيها للمرة الأولى 72 نائباً في خطوة قيل أنها تهدف إلى الضغط معنوياً وإعلامياً على المقاطعين وهم نواب حزب الله ونواب المرشحين الوحيدين حتى الساعة وكلاهما ينتميان إلى 8 آذار وهما الجنرال ميشال عون والنائب سليمان فرنجية.

وكان الرئيس سعد الحريري نجم هذه الجلسة للمرة الأولى، وشكّل حضوره شخصياً زخماً سياسياً وعددياً لامس الثلثين المطلوب لاكتمال النصاب الدستوري لانتخاب رئيس للبلاد، يملأ الشغور في سدة الرئاسة الأولى وينقل الوطن من حافة الهاوية إلى الاستقرار الداخلي، والوفاق الوطني المأزوم، الذي حذّر من تداعياته على مصير الجمهورية قبل وبعد عودته إلى بيروت، وحثّ الجميع، ولا سيما منهم المقاطعين على الاحتكام إلى الدستور والنزول إلى ساحة النجمة لتأدية الواجب الوطني، بدلاً من التذرّع بأسباب لا تمتّ بصلة إلى هذا الواجب بقدر ما تُمعن في تعطيل المؤسسات وفي دفع البلد للسقوط في الهاوية.

من المجلس النيابي كرّر رئيس تيّار المستقبل دعوته إلى النواب ليقوموا بحقهم الدستوري في الجلسة المقبلة التي حددها رئيس المجلس في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، مشيراً إلى أن الخلافات السياسية يمكن حلّها في شكل أفضل بوجود رئيس جمهورية.

وكان اللافت في الكلمة التي وجهها الحريري من على منبر مجلس النواب أمران، الأول تجنّبه كما فعل في خطاب 14 شباط إتهام حزب الله و8 آذار بتعطيل إنتخابات رئيس الجمهورية، والثاني عدم تسجيل أي مأخذ على مرشحه النائب فرنجية بسبب تغيّبه عن الجلسة انسجاماً منه مع حزب الله والتيار الوطني الحر.

وقد اعتبرت أوساط سياسية هذه اللفتة للرئيس الحريري بأنها مبادرة منه في اتجاه حزب الله قد تفتح الباب أمام حوار جدّي بينهما يُفضي إلى اتفاق على تبنّي النائب فرنجية الذي حافظ على تحالفه مع الحزب، ويُقفل ملف الاستحقاق الرئاسي الذي لا يشغل اللبنانيين وحسب، وإنما يشغل الكثير من الدول الخارجية ويُثير مخاوفها كما عبّر مسؤوليها في أكثر من مناسبة بسبب استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية.

وتعتقد هذه الأوساط بأن إعادة تأكيد رئيس التيار الأزرق بحضور هذا العدد الكبير من النواب تمسّكه بترشيح النائب فرنجية يشكّل أيضاً تطميناً لحزب الله الذي يقول بلسان أمينه العام السيّد حسن نصر الله بأن فرنجية حليفه ومن صلب 8 آذار بأن أية تطورات أو متغيّرات تحصل في الإقليم لن تجعله يبدّل موقفه من ترشيح فرنجية ودعم هذا الترشيح حتى النهاية.

لكن هذه الأوساط تعتبر أن تمسّك الرئيس الحريري بترشيح فرنجية أحد الأركان الأساسيين لحزب الله و8 آذار أخذ مجاله الحيوي بعد غياب حزب الله وحلفائه عن جلسة أمس التي وصل عدد النواب الذين نزلوا إلى ساحة النجمة إلى ما يقارب الثلثين له معنى واحد وهو أن الحزب ليس حتى الآن في وارد القبول بانتخاب رئيس جمهورية حتى ولو كان هذا الرئيس ينتمي إلى فريقه، كما هو واقع الحال بانتظار أن تنجلي الأمور في الإقليم ولا سيما في سوريا التي أصبح هو شريكاً أساسياً فيها بعد تورّطه في الحرب الدائرة إلى جانب النظام، ويرى أن مستقبله أصبح مرتبطاً إلى حدّ بعيد بمصير المعركة الدائرة، والمفاوضات الجارية حولها وبالتالي بمصير النظام، وهو بالتالي ليس له أية مصلحة في المساعدة على إيجاد الحلول للأزمة اللبنانية الداخلية وتحديداً أزمة الاستحقاق الرئاسي قبل أن تتوضح الصورة بشكل كامل في سوريا وهذا ما التقطه رئيس تيّار المستقبل بقوله أنه لا يريد أن يتهم أحداً، ويقصد تحديداً حزب الله، بتعطيل الاستحقاق الرئاسي، وسبق أن صرّح بعد خطاب البيال الذي اتهم الحزب مباشرة بالتعطيل أن أوضح بأن الحزب يستمهل لاتخاذ قرار نهائي من الاستحقاق الرئاسي، وكأنه يردّ على الحزب بأنه يفهم لماذا يماطل ويعطّل إنتخاب الرئيس، علماً بأن المرشحين لهذا المنصب كلاهما ينتميان إلى فريقه ويلتزمان بسياسته الداخلية والخارجية ولا يخرجان عنها حتى ولو حصلا على تأييد فريق الرابع عشر من آذار.

وتتساءل هذه الأوساط عمّا إذا كانت التحوّلات التي يشهدها الداخل والمنطقة والعالم باتت تستوجب الخروج من دائرة ترشيح عون وفرنجية والبحث عن رئيس تسوية من خارج الطبقة السياسية كما حصل في الدوحة وإن كانت الظروف الحالية مختلفة، وهل أن حزب الله استناداً إلى ما حصل مؤخراً من إتفاق أميركي – روسي على فرض هدنة في سوريا تمهّد لاحقاً لمفاوضات بين الفريقين للوصول إلى تسوية سياسية أو تُفضي إلى تقسيم سوريا كما جاء على لسان أحد كبار المسؤولين الروس، مستعد لأن يتخلّى عن التزامه بالجنرال عون وبالنائب فرنجية لمصلحة شخصية ثالثة من غير نادي رؤساء الجمهورية، أم أن ورقته المستورة هي النائب فرنجية، ينتظر الوقت المناسب للكشف عنها.