IMLebanon

هل انتهت زيارة لودريان قبل أن تبدأ؟  

 

احتل موفد «الام الحنون» الى لبنان جان ايف لودريان صدارة الحركة السياسية الرئاسية المحلية، مع تحوّل جولته ومداولاته، حدثا محليا بلا منازع، في وقت لم تحمل مواقف الأطراف الداخلية المتصارعة رئاسيا، ايَ جديد يدل على ان اي خرق يُمكن ان يتحقق في الازمة في المدى المنظور، بل على العكس، حيث حافظت كلّها على تشددها الظاهري.

فوسط سرية لافتة، عززها بيان قصر الصنوبر، باشر الوزير لودريان جولاته، مبردا رؤوس البعض المتشائمة، اعلن في كلام مقتضب ان جولته الى لبنان استطلاعية في هذه المرحلة، ما اضاف مزيدا من الضبابية حول تفاصيلها ومضمونها وحدودها، رغم ان ترجمة كلامه تؤشر الى ان لا تغيير في جوهر المبادرة الفرنسية حتى الساعة، بقدر ما هو تغيير في اداء مسوقها، لجهة ديناميته الدبلوماسية وعلاقاته الخليجية الواسعة وخبرته بمسارات السياسة اللبنانية، وفقا لاوساط سياسية لبنانية.

مصادر مقربة من قصر الصنوبر،كشفت ان الوزير لودريان سيطرح مجموعة من الأسئلة المحددة،على من سيلتقيهم، تتمحور حول امرين اساسيين، المواصفات المطلوبة في الرئيس الجديد، والمشروع الذي ينبغي ان يحمله وان يحاول تحقيقه في السنوات الست المقبلة، على ان يعد في نهاية لقاءاته ورقة، تتضمن ايضا اجندة اصلاحات للخروج من الازمة السياسية-الاقتصادية، ستطرح على دول «خماسية باريس»، انطلاقا من مشاورات اجرتها الدول الخمس المعنية بالشأن الرئاسي اللبناني، على ان يقوم في مرحلة لاحقة بعرض الورقة للحوار الداخلي اللبناني ،الذي سيكون بالمفرق اي ثنائي، بعدما ثبت ان لا حوار بالجملة، وخصوصا ان اي جهة فقدت القدرة على اجراء الحوار، وهنا يتقاطع مع ما طرحه سليمان فرنجية، ليتم في مرحلة ثالثة اسقاط اسم الرئيس العتيد، ضمن مهلة لن تتخطى الاسبوعبن.

وفي هذا الاطار اكدت المصادر انه خلافا لكل ما يروج، فان الحوارات الثنائية الداخلية قائمة على قدم وساق بين اكثر من طرف، سواء بشكل مباشر او عبر طرف ثالث، وان الكثير من هذه الحوارات قد قطع شوطا لا باس به، ستؤمن المبادرة الفرنسية الدفع اللازم لها، وهذا ما اتفق عليه الدبلوماسي الفرنسي مع استيذ عين التينة، حيث تقاطعا ايضا عند فكرة عدم وجوب اعادة استنساخ تجربة جلسات الانتخاب السابقة الـ 11، لان الامر لن يمر ولن يكون مقبولا.

وختمت المصادر بان حصره لقاءاته بكل من المرشحين، الوزراء السابقين سليمان فرنجية، جهاد ازعور، وزياد بارود، وبقائد الجيش العماد جوزاف عون ،انما جاء نتيجة ان الجلسة الاخيرة افرزت هذه الاسماء. ولكن هل يعني ان لائحة فرنسا مقفلة على الاسماء الاربع تلك؟ تكتفي المصادر بالقول، من حيث المبدا كل شيئ ممكن، لكن الوزير لودريان يريد تكوين صورة شخصية حول الشخصيات الاربع.

في المقابل من الواضح ان المسار الفرنسي،يواكبه تحرك اميركي ضاغط، عبرت عنه السفيرة الاميركية دوروثي شاي الموجودة في بلادها، والتي ستكون لها مواقف مهمة في كلمتها بمناسبة الرابع من تموز، عيد الاستقلال الاميركي، والتي ستعبر عن موقف واشنطن من الورقة التي سيرفعها لودريان للخماسية.

فما هو مصير المقايضة الرئاسية التي تبنتها سابقا باريس؟ هل سقط منطقها ككل، ام ان تعديلا على الاسماء قد طرأ؟هل سيكون هناك تصور كامل لحل ازمة لبنان؟ وهل سيكون هناك رئيس قريبا؟

قد لا تجيب الزيارة على هذا السؤال بصراحة، لانه بات تفصيلا في ضوء الاسئلة الكبرى حول لبنان الهوية والكيان والدور وفيما الفراغ في رأس الدولة يتمدد ليهدد مصير وظائف الفئة الاولى وتبعاتها في النقد والأمن وفي لحظة مصيرية من حياة اللبنانيين وامنهم المعيشي الذي يزداد قتامة، في وقت ثمة من يريد، من كل ما يحصل على صعيد مجلس النواب ومجلس الوزراء تثبيت الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، واثبات ان امور البلد يمكن ان تسير ولو بمجلس يشرع تشريع الضرورة وحكومة ليست اكثر من حكومة تصريف اعمال.

في كل الاحوال التساؤلات السابقة لن تتوضح الإجابات عليها إلا بعد عودة لودريان الى باريس.