IMLebanon

.. لم يسقط الحلم

يكفيني عزاء أن سبل الحياة أوصلتني وإياك الى درب واحد وموقع واحد.

كل مرة رفعت فيها شراعي تراءى لي شراع في الأفق، في أواخر الستينات سنوات الحلم والبراءة، توازت الأشرعة.

وفي السبعينات خاضت أرجلنا في نفس المروج والوحول ونزفت أيدينا على تلال نفس الجلجلة.

شهدنا مآسي كبيرة وزامنا رجالاً كباراً.

معظمهم سقط كما يسقط الحلم. وهل من ضرورة للأسماء. انها أسماء لأزمان عبد الناصر! إنه رمز لزمن رحل واسودت الدنيا في عيوننا بعده.

كمال جنبلاط! وانفطرت قلوبنا وبتنا نستهين بالموت.

عرفات ياسر عرفات.

الاحياء قساة والحقيقة ان الكبار يمنحوننا أحلامهم وموتهم يشكل بداية الأسئلة والبحث عن التجاوز.

وكل مرة كنا نتعثر كنا نجالد ونقف.

حكمت يكفيك انك في عمر واحد كنت من أبرز صانعي تحريرين: تحرير الجنوب وواحد من أبرز قادة انتفاضة الاستقلال وإليك وحدك يعود حق تسميتها وقبل أن تبدأ. تحرير من إسرائيل وتحرير من النظام السوري المحتل.

عايشت كل الكبار بما فيهم الموت.

اعذرني فلن أبكيك.

لن أبكيك فقط، لأنك لست ماضياً. أنت مستقبل.

ويوم يحصل الإدراك سأبكي.