IMLebanon

هل تمهّد المتغيرات الإقليمية لملء الفراغ الرئاسي؟

يبدو الرئيس سعد الحريري الأكثر تفاؤلاً بإمكان ملء الفراغ الرئاسي المتواصل منذ نحو 22 شهراً. ويتقاطع تفاؤله مع جملة متغيرات اقليمية دفعت بالملفات الاقليمية المشتعلة، خصوصاً في اليمن وسوريا، الى بعض الحلحلة بالتزامن مع تقدم بارز للاصلاحيين في ايران.

فإلى المملكة العربية السعودية وصل، وللمرة الاولى منذ انطلاق «عاصفة الحزم»، وفد من «انصار الله» الحوثيين للبحث في سبل التهدئة، وذلك رغم فشل محاولة سابقة في حزيران الماضي في جنيف برعاية الامم المتحدة. وقد ترافق وصول الوفد مع تبادل للاسرى بين الطرفين. وفي سوريا لا تزال الهدنة شبه صامدة رغم الخروق بفعل توافق اميركي-روسي قد يسّهل المفاوضات بين النظام ومعارضيه التي ستنطلق مجدداً في جنيف بعد ايام قليلة وفق سياسي سيادي لبناني متابع.

فالحوثيون لا يرسلون وفداً الى السعودية من دون ضوء اخضر من طهران، وفق المصدر، الذي يرجح ان تكون الخطوة مرتبطة بتقدم قوى التحالف نحو صنعاء، وبالتالي قبل فقدانهم مساحة يطرحونها على طاولة التفاوض. وثمة تزامن بين ارسال الوفد الحوثي والفوز الكبير الذي حققه الاصلاحيون في الانتخابات الاخيرة وما تلاه من اعلان الرئيس حسن روحاني عن نيته ارسال وفد من بلاده الى السعودية. وكذلك المعلومات الصحافية التي اشارت الى عرض رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو على طهران في زيارته الاخيرة وساطة لتبريد الاجواء مع السعودية مقابل عرض ايران خطوة مماثلة تقرّب ما بين انقرة وموسكو.

والسؤال هل تسهل جملة المتغيرات هذه، وإن قبل تبلورها نهائياً، مسار الانتخابات الرئاسية؟». فالحريري لم يكشف عن دوافع تفاؤله رغم وصول التصعيد الخليجي ضد «حزب الله» حدّ تصنيفه «منظمة ارهابية« مع ما يستتبع ذلك من خطوات اجرائية، وهو الحزب الممسك عملياً بمفاتيح الرئاسة، متلطياً خلف «واجب اخلاقي» لإيصال حليفه النائب ميشال عون الى السدّة الاولى وإن باعتماد سلوك مقاطعة جلسات الانتخاب بما يحول دون تأمين النصاب الضروري لانطلاقها.

فـ«حزب الله» يستمر في التصعيد ضد المملكة العربية السعودية والذي وصل الى حد اتهامها بالتواطؤ مع الدولة العبرية. وهو ما كرره اول من امس على لسان نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم عندما توقع «أن يأتي يوم تصبح فيه العلاقة مع السعودية كتهمة العلاقة مع اسرائيل». لكن الحزب سيواجه آجلاً ام عاجلاً، وفق المصدر نفسه، تداعيات عودة مقاتليه من سوريا مع صمود الهدنة، وبالتالي حاجته الى تسوية تساعده على مواجهة الخسائر التي مُني بها هناك. وقد تجلّى ذلك في هدوء نبرة السيد حسن نصر الله داخلياً في خطابه الاخير واعلان تمسكه بالحكومة التي نجت من قطوع التصعيد الخليجي لتواجه راهناً قطوع النفايات المتراكمة من دون حل منذ نحو تسعة اشهر.

ومما يفتح كوّة في افق تعطيل الرئاسة تمايز موقف «حزب الله» عن موقف العماد عون الذي هوّل باللعب بمصير الحكومة رداً على عدم وصوله للرئاسة، خصوصاً بعد النقمة السعودية على مواقف صهره وزير الخارجية جبران باسيل من الاجماع العربي على التنديد بحرق سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد. فقد شدد تكتله النيابي، وبحضوره، على اهمية ما سيتضمنه خطابه مساء 14 اذار من «تحديد مسار الوضع الراهن والاستحقاقات الراهنة لانقاذ لبنان عبر وضع شبكات امان ميثاقية»، فيما اكدّ النائب آلان عون في تصريح صحافي انهم بصدد «التعاطي مع المرحلة المقبلة بأسلوب مختلف عن المرحلة السابقة في ما يخص قضية انتخاب رئيس«، لافتاً الى «عدم القبول بالبقاء في المراوحة القائمة«.