IMLebanon

هل عادت «الخربطة» الامنية من بوابة زحلة؟

تعرب جهة سياسية فاعلة عن قلقها ومخاوفها من حدوث خضّات أمنية محدودة، وعلى مستوى الرسائل السياسية، ربطاً بالإستحقاقات الدستورية، وفي إطار صعوبة التوصّل إلى حلول أو التوافق على سلّة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وكذلك استحالة توصّل الحوار الوطني الحاصل إلى أي نتائج حقيقية ملموسة، لا بل أن أحد أقطابه، وخلال مناسبة سياسية، سئل من قبل مناصريه عن توقّعاته لجلسة الخامس من أيلول الحوارية، وحول ما إذا كانت ستفضي إلى إيجابيات على اعتبار أنها مفصلية، وهناك فرق عمل تشكّلت من قبل المتحاورين لمناقشة بعض الإقتراحات، فكان ردّه بالقول: «المهم أن يبقى الحوار مستمراً، ولو أتت نتائجه متواضعة». وهذا بالضبط ما كان أبلغه الرئيس بري خلال الساعات الماضية لعدد من القيادات السياسية، كذلك لوزير التربية الياس بو صعب، بمعنى أنه حمّله رسالة للعماد ميشال عون، فحواها ضرورة الإستمرار في الحوار والسير في التهدئة، باعتبار أن رئيس المجلس يدرك أنه، في حال انفراط عقد طاولة الحوار الوطني في عين التينة، فسيكون لذلك تداعيات سلبية على كل الشرائح السياسية، وعندئذٍ تنفلت الأمور على غاربها.

من هنا، تشير المعلومات إلى اتصالات جرت بعيداً عن الأضواء على خطوط القيادات السياسية، وعبر أقنية متعدّدة من أجل عدم فرط جلسة الإثنين المقبل الحوارية، بعدما توافرت معلومات جدية عن إمكانية إحجام «التيار الوطني الحر» عن المشاركة في هذه الجلسة على غرار مقاطعته للحكومة، ولكن وفق المتابعين، فإن الجلسة قائمة، و«إن كان المكتوب يُقرأ من عنوانه».

وبالعودة إلى موضوع التفجيرات الأمنية ومخاوف بعض القيادات من أن يعود هذا المسلسل الدموي إلى الواجهة من جديد، فإن مصادر سياسية رفيعة، ترى أن ما جرى في مدينة زحلة البقاعية منذ يومين، قد يكون مؤشّراً سلبياً لعودة هذه التفجيرات على الساحة المحلية، وذلك على غرار ما كان جرى في مرحلة معينة يوم توالت التفجيرات المتنقلة، وكان الهدف منها توجيه رسائل سياسية وغير سياسية. إلا أن مصادر عليمة ترى أن المرحلة الراهنة تبدو أكثر خطورة من تلك الحقبة السابقة، لا سيما أن بعض الديبلوماسيين المعنيين بالوضع اللبناني كما الإقليمي، يبدي قلقه من أن تنعكس التطوّرات المتسارعة في سوريا، وبشكل محدّد بعد الدخول التركي إلى الأراضي السورية، إضافة إلى ما يجري في مدينتي حلب وحماه، وتكون بمثابة المنطلق نحو نقل التصعيد إلى الأراضي اللبنانية، بمعنى حصول خربطات أمنية هنا وهناك. أما المخاوف الحقيقية، تتابع المصادر نفسها، فتتمثّل بتجدّد الإغتيالات السياسية، في ظل هذه التحوّلات والمتغيّرات الحاصلة في الإقليم، وحيث تبقى الساحة اللبنانية الأكثر عرضة لنقل الرسائل الإقليمية والدولية، وكذلك وجود أطراف مسلّحة منها الموالي للنظام السوري والمناهض له، أي أن كل الإحتمالات مفتوحة ومطروحة على أي حدث أو تطوّر قد يحصل في أي توقيت، وإن كنا لا نزال نعيش في ظل الإجماع الدولي الذي يفرض الإستقرار في لبنان، الأمر الذي أبقى الساحة اللبنانية حتى يومنا هذا على هدوئها واستقرارها، وذلك قياساً مع ما هو حاصل في سوريا والعراق.