Site icon IMLebanon

هل تجمع الهواجس الانتخايبة الحريري وجعجع؟

 

في الوقت الذي أعلنت فيه حركة «أمل» و«حزب الله» مرشحيهما في كل لبنان، تستمر الأحزاب والقوى السياسية الأخرى في دراسة أوراقها الإنتخابية و»غربلة» الترشيحات، من دون أن تكون الصورة النهائية للتحالفات قد تبلورت، وذلك بانتظار رسو العلاقات السياسية على ضفة الإستقرار، كما هي الحال بالنسبة للعديد من الحلفاء السابقين في ما كان يعرف باصطفافي 8 و 14 آذار. وتقول أوساط نيابية بيروتية، أن تيار «المستقبل» ما زال يدرس مسألة التعاون الإنتخابي مع تيار «المردة» ومع «القوات اللبنانية» ومع الحزب التقدمي الإشتراكي ومع حركة «أمل»، فيما حسم التنسيق مع «التيار الوطني الحر»، وهو ما سيظهر في خارطة التحالفات التي لن تعلن إلا بعد نحو أسبوعين من اليوم.

وأشارت الأوساط النيابية البيروتية، أنه في موازاة الإنشغال بالملفات السياسية الضاغطة، فإن رئيس الحكومة سعد الحريري، ينشط في اتصالاته ومساعيه الإنتخابية على مستويين، الأول على مستوى الشارع السنّي، حيث تشتعل المنافسة بين تيار «المستقبل» وفريقين بارزين في طرابلس بشكل خاص، أما على المستوى الثاني فيتمحور في شارع ما كان يعرف ب14 آذار، حيث ما زال تيار «المستقبل» يقف على مسافة من حلفائه السابقين، فيما يقترب بقوة من «التيار الوطني الحر» الذي يحرص على التحالف أيضاً معه، نظراً لمصلحة الطرفين، وذلك بعد انفجار الخلافات بين «التيار الوطني الحر» وحركة «أمل» من جهة، مقابل استمرار البرودة في العلاقة ما بين تيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية» من جهة أخرى.

وفي هذا الإطار، توقّعت الأوساط نفسها، أن يكون التحالف الإنتخابي شبه شامل ما بين «المستقبل» و«التيار الوطني الحر»، وذلك في الدوائر الإنتخابية المشتركة، لافتة إلى أن الأيام المقبلة ستشهد تكثيفاً للقاءات ذات الطابع الإنتخابي بين كوادر الطرفين، خصوصاً وأن ما يطرحه الحزب التقدمي الاشتراكي على «المستقبل» أو على «التيار الوطني الحر» لا يلقى أي تجاوب، بل على العكس، ما زال كل من رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس «التيار» الوزير جبران باسيل، متمسّكان بمرشحيهما في الشوف أولاً بالنسبة لتيار «المستقبل»، وثانياً بالنسبة لـ «التيار الوطني» الذي يطالب بتسمية ثلاثة مرشحين موارنة، في الوقت الذي وافق فيه النائب وليد جنبلاط على أن يتولى «التيار الوطني» تسمية مرشحَين فقط.

وانطلاقاً من هذه الصورة، قالت الأوساط النيابية البيروتية، أن أي حسم لمسألة تحالف «التيار الأزرق» مع الحزب التقدمي الإشتراكي، ما زال مؤجّلاً في الفترة الراهنة، لافتة إلى أن العملية ما زالت تدور في دائرة مفرغة بسبب تشبّث الأطراف المفاوضة بموقفها من بعض الترشيحات.

في المقابل، فإن المشهد نفسه يسجّل على خط التحالف الإنتخابي ما بين «المستقبل» و«القوات اللبنانية»، ولو أن التواصل لا يتم على مستوى القيادات كما هي الحال بالنسبة للحريري وجنبلاط اللذين بحثا الإستحقاق الإنتخابي غداة احتفال «البيال» مساء الأربعاء الماضي. وكشفت هذه الأوساط أن التشاور مستمر، ولو بالواسطة، ما بين بيت الوسط ومعراب، لافتة إلى أن الأيام الأيام القليلة المقبلة ستشهد اجتماعاً بين الرئيس الحريري والدكتور سمير جعجع، لعرض تطوّرات الحراك الإنتخابي الحاصل، إضافة إلى الملفات السياسية، مع العلم أن الأولوية بين الطرفين في المرحلة المقبلة ستكون للإنتخابات النيابية وليس لأي ملف آخر.