بادر الجميع بعبارة مقتضبة:
هل كُتب على لبنان، أن يصحو كل يوم على كارثة!
أو على خبر محزن!
أو على تعبير هجين!
هل ضاع الأمل، أم مات؟
والجواب، ان الأمل باق.
وان الحياة تضجّ بها الآفاق وتستمر…
ولولا ذلك، لفقد اللبنانيون الأمل ورضخوا لما ينتابهم من كوارث.
كان رئيس الرابطة الأدبية الشمالية المهندس حسيب غالب يقول في أواخر الستينات، ان الأمل أقوى من الموت. وانه ماض كحد السيف في مقارعة الباطل.
إلاّ ان الخوف هو الآخر، ماض في الاجهاز على التفاؤل. والسباق هو الحدّ الفاصل بينهما.
في العام ١٩٨٩، دعي حسيب غالب، الى الرابطة الاسلامية، ليندّد بالعدوان الثلاثي على مصر. يومئذ، صفّق له الناس، ربع ساعة وهو يندّد بالحرب الثلاثية على عبدالناصر، وهو يؤكد للجماهير الغاضبة، ان الانتصار لا يهبط على الشعب بسهولة، وانه قد يحتاج الى فصول طويلة والى أيام طويلة. وبعد أسبوع سقط العدوان الثلاثي، وصفّق المواطنون لانتصار الارادة الشعبية على هزيمة أنطوني ايدن وحليفيه دايفيد بن غوريون وغي مولليه.
***
هذه العودة الى الماضي، لا تبرر الخذلان أمام سريان الخلاف على انجاز القانون الانتخابي الجديد، ولو الى حين.
الناس، لا تتوقف عن التنديد ب قانون الستين ولا عن الإمعان في شرح مفاسده.
ومع ذلك، لا يفتأ كثيرون عن القول انه قد يكون القانون النافذ.
لماذا بعد نصف قرن لا يتفق السادة النواب على قانون جديد.
هل القصة هي قصة فريق لبناني، يريد إلحاق الهزيمة بفريق ثان، عبر العودة الى الانتخابات، وفقا ل قانون الستين المرفوض، والمكروه؟
هل هناك مؤامرة على النظام؟
هل هناك بكاء على الحياة الديمقراطية، لا يزول إلاّ بزوال العدوان عن النظام البرلماني.
كان الكاتب محمد النقاش يقول، ان أعداء الديمقراطية في لبنان كثيرون، لكن أبرزهم هم عناصر الجهل، وروّاد الكبرياء والمرض العضال للحرية السياسية.
ظلّ أكثر من ستة عقود يكرّر آراءه والأقوال ضد أفكاره.
لكنه، في النهاية رفع يديه الى فوق، وقال للجميع ان الديمقراطية صعبة ومرهقة للجميع.
***
هل ينجح الرئيس العماد ميشال عون، في كبح جماح دعاة ما نادى به أرسطو وسقراط وأفلاطون عن نظام اسبارطة، وهل ينجح الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري، في قذف قانون الستين الى أعماق البحار، والاتفاق على النظام المناوئ، ايمانا منهم بأنّ النظام الآخر، هو الخلاص، ولو الى حين، من هذيان السلبية الرائجة في البلاد، بعد عصور الخذلان؟
لا أحد يطلب من السادة النواب معجزات.
ولا أحد يدفعهم الى معاداة النظام الأكثري، والى تأييد النظام النسبي.
لكن المطلوب من الجميع، ان يقولوا: لا هذا ولا ذاك.
أي انهم يريدون منهم نظاما ينصف الجميع. يُنصف المالك والمستأجر، دعاة الأكثري ومحبّي النظام النسبي.
هل مات الانصاف، في معرض السلام على العدالة وحذف الكيدية من قاموس عفا عنه الزمان؟