يبدو ان الصراع بين حزب الله وايران من جهة واسرائيل من جهة ثانية دخل مرحلة جديدة وحساسة، عنوانها ارساء قواعد قتال جديدة، اولا حماية لمصالح حلفائهما على الارض السورية من محليين ودوليين، وسط مئات علامات الاستفهام حول الدور الروسي مع تنفيذ اوامر الرئيس بوتين بالانسحاب العسكري، في ظل «الصراع الصامت» بين موسكو وطهران، وثانيا خوفا من ردود الفعل، حيث تأخذ التهديدات من مختلف الاطراف على محمل الجد، مع انتهاء حقبة الجماعات الارهابية، وتوقع عمليات في هضبة الجولان أو شمال إسرائيل، بعدما نجح الحزب في انشاء خلايا وتدريبها في تلك المناطق.
من هنا تعكف القيادة العسكرية الاسرائيلية، بحسب التقارير الاسرائىلية، على وضع سيناريوهات جديدة تحاكي اي مواجهة قادمة على طول الحدود الشمالية، مع دخول عوامل جديدة الميدان ،ووصول الفصائل العراقية الى خط الجبهة الفاصلة، حتى دون ان تتمكن مواقع المراقبة الاسرائيلية من كشف التحركات «الاستطلاعية» العلنية و»بالعسكري» على طول تلك الحدود، بداية مع «عصائب اهل الحق» وثانيا مع «سرايا السلام»، في خطوة رأى فيها كثيرون تقدما واضحا في مسيرة توحيد الجبهات والقوى مع فتح الطريق من طهران الى بيروت عبر العراق وسوريا.
خريطة جديدة استحوذت على اهتمام مراكز الابحاث حول العالم ومن بينها «معهد هادسون الأميركي للدراسات»، الساعية لصياغة «نظرية معقولة للانتصار» باقل ثمن سعيا في رحلة هزيمة حزب الله، الذي يبقى سلاحه الافعل في تلك الحرب الترسانة الصاروخية المتطورة القادرة على ضرب كل الجغرافيا الاسرائيلية وشل الجبهة الداخلية وخطوط الاتصال الاستراتيجية للدولة العبرية، ما يعزلها عن العالم، ورأت الدراسة وبما ان القضاء على قدرات الحزب الصاروخية بدلاً من السماح بإيجاد حل سياسي لوقف إطلاق الصواريخ، كما حدث في العام 2006، هو في اساس اي استراتيجية جديدة، يعتبر استخدام الوسائل غير المأهولة فرصة جدية امام الجيش الاسرائيلي لتحييد الحزب والاستجابة لهجمات صاروخية بسرعة كافية لتدمير ترسانته، جنباً إلى جنب مع الدعم التكنولوجي والسياسي الأميركي.
لذلك توصلت الدراسة الى ان انجع سلاح لتخفيف الخسائر وتحقيق التوازن في مواجهة حزب الله هو الاعتماد على الانظمة والمعدات المسيرة عن بعد وغير المأهولة، من هنا باشرت تل ابيب وواشنطن برنامج متوسط الامد في سبيل تطوير تلك الانواع من الآليات الحربية ومبادئها العسكرية التشغيلية والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع بصورة مشابهة لما قامت به الطائرات الأميركية بدون طيار في الحرب العالمية على الإرهاب، وفي مقدمها الطائرات من دون طيار، والتي اصبحت الصناعات الاسرائيلية رائدة في مجالها.
استراتيجية يرى الخبراء الاسرائيليون وبحسب الدراسة املا في ان تحقق لهم نتائج كبيرة في مواجهة صواريخ الحزب، بالتعاون مع شبكة انظمة الدفاع الجوي القصيرة، المتوسطة والبعيدة المدى، من خلال تقديم الدعم الناري الدقيق، وتأمين الدخول في معارك خطيرة للغاية، اذ وفقا للخطة باستطاعة تل ابيب أن تغطي مناطق العمليات العسكرية بطائرات بدون طيار، توفر لها رداً أسرع وأكثر فتكاً ما يعالج المخاوف المشروعة للجمهور الإسرائيلي ويسهل تحقيق الأهداف الاستراتيجية طويلة الأجل لإسرائيل في لبنان، فضلا عن ان التغطية الجوية على مدار الساعة للاجواء تؤمن الرد الفوري على مقاتلي الحزب ما يفقدهم قدرة المناورة، غير ان عناصر تلك الخطة لن تكون قادرة على تحقيق اهدافها، دون مشاركة قوات عسكرية أميركية خصوصا على الجبهة السورية لمساعدة إسرائيل على منع قوافل الحزب من دخول لبنان والخروج منه.
وفي جديد الحديث عن قدرات الحزب تسريب المخابرات الاسرائيلية معلومات عن تسليم حزب الله صواريخ من نوع «سومار» ايرانية الصنع، مشابهة للـ«كروز» الروسي KH-55 طويل المدى والقادر على حمل رؤوس نووية، والتي اطلقت باتجاه محطة للطاقة النووية في مدينة أبوظبي في الإمارات، قادر على الوصول الى اسرائيل من ايران، مشيرة الى أنّ 6 نماذج من الصاروخ الروسي هربت الى إيران من خلال أوكرانيا عام 2001، وفي كانون الثاني 2017، حصلت أوّل تجربة إيرانية للصاروخ المعادة هندسته، والقادر على التحليق لنحو 600 كلم في أول اختبار ناجح معلن لإطلاقه يومها،فيما بات مداه اليوم 2500 كلم وسرعته 860 كلم/ساعة»، ولفتت الى أنّه لا يحلّق على علو مرتفع، لكي لا يتم رصده. ولا معلومات كثيرة حول نظام توجيهه.