جلسة مجلس الوزراء أول من أمس الخميس الواقع فيه 17 آذار 2016، كانت تاريخية بكل المقاييس اللغوية، بمعنى أنَّ أيَّ مراقب بإمكانه أن يستخرج من مداولاتها دليلاً أو قاموساً بأحدث مصطلحات الهجاء والشتائم بحيث يمكن إطلاق أي إسم على مجلس الوزراء إلا… مجلس الوزراء.
الحابل بالنابل، حافة الهاوية، الإستخفاف بعقول الناس، الذمِّية السياسية، بيكفِّي لهون وبس، أنا منِّي ممسحة.
هذه عيِّنة عشوائية من المداولات الراقية التي شهدتها الجلسة، ومن المصطلحات المستخدمة، فهلمُّوا يا مغتربين وتثقَّفوا بما لا ترونه في بلدان الإغتراب، إنها نعمة للمقيمين فقط، وما أحلاها نعمةً!
***
يفتتح رئيس الحكومة الجلسة، فيبادر الوزيران ميشال فرعون وآلان حكيم إلى إثارة إشكالية العلاقة بين رئيس جهاز أمن الدولة ونائبه، يحتدُّ الموقف ليُنهيه رئيس الحكومة بالوعد بطرح الموضوع في جلسة مقبلة.
يتدخل الوزير جبران باسيل ليُعيد فتح الموضوع وليقول إنَّ ليس ساعة تشاؤون تثيرون موضوعاً، وساعةً تُقفلونه لأنه يرتبط بالمسيحيين.
إرتفع منسوب انفعال رئيس الحكومة وقال:
إذا أردتم أن تستمروا على هذا المنوال فأنا سأرفع الجلسة وأُغادر القاعة إشارةً إلى أنَّها ليست المرة الأولى التي يعمد فيها الرئيس سلام إلى التهديد! فمَن يتذكَّر إطفاء المحركات وإعادة تشغيلها، في مرحلة تشكيل الحكومة؟ كانت تلك المرحلة بداية عهده بالتهديدات.
تناول وزير المال علي حسن خليل الكلام فردّ على الوزير جبران باسيل متهماً إياه بأنه يستخدم كلام الذمية السياسية، ردَّ عليه باسيل:
نحن نتكلَّم بالذمية السياسية أما أنتم فتمارسونها.
هرجٌ ومرجٌ. كلٌّ يغنِّي على ملفه وبنوده، وبعد كل هذا الصخب والضجيج إنتظمت الأمور مجدداً. ولكن على أي قاعدة؟
معالجة النفايات فول لم يُصبِح بالمكيول بعد، فالنفايات ما زالت في الأرض، ومطمر الناعمة لم يفتح بعد، وكذلك سائر المطامر.
القمح الفاسد ما زال فاسداً، يخرج من الإهراءات، يوزَّع على الأفران ويصل إلى المواطنين.
وعليه يمكن القول:
قل لي ماذا تأكل، أقل لكَ في أي بلدٍ تعيش وفي ظل أي حكومة!
***
إذاً، هذه هي سلطتنا التنفيذية، فولكلور وهزل وسخرية فيما الناس يكتوون بكل أنواع المظالم، فهل هذا هو المطلوب؟
هل مطلوب من الشعب اللبناني أن يلعن الساعة التي وُلِد فيها في لبنان؟
عيشٌ بين النفايات.
لقمةُ خبزٍ مغمَّسة بالسرطانات.
هواءٌ موبوء بسبب المولِّدات.
وبعد… هل تحدثوننا عن دولة؟