IMLebanon

الحريري ولقاء هولاند  حماية الاعتدال ومناقشة الاستحقاقات

الحدث اللبناني محطته اليوم في العاصمة الفرنسية، حيث تُعقَد قمةٌ بين الرئيس فرنسوا هولاند وزعيم تيار الإعتدال في لبنان سعد الحريري. اللقاء يكتسب أهميةً قصوى في هذا التوقيت الذي يأتي في خضمِّ أحداث جسام، ليس في لبنان فحسب، بل في منطقة الشرق الأوسط والعالم:

ففرنسا، من جهة تشارك في تحالفٍ دوليّ قوامه اربعون دولة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، والمعروف ب داعش وكذلك لمواجهة جبهة النصرة المولودة من تنظيم القاعدة. الرئيس سعد الحريري يجد نفسه معنياً بهذه المواجهة لأنَّه يُمثِّل الإعتدال السنيّ في لبنان، بالإضافة إلى كونه زعيماً للإعتدال اللبناني، بهذا المعنى يُصبح اللقاء على جانب كبير من الأهمية لأنه سيتناول أبعاد هذه المرحلة بكلِّ تفاصيلها ودقائقها.

سبق اللقاء جولة أفقٍ قام بها الرئيس الحريري سواء خلال عيد الأضحى في المملكة العربية السعودية أو في العاصمة الفرنسية مع الرئيس أمين الجميل والنائب وليد جنبلاط، كما كانت هناك مشاورات على هامش اتصال المعايدة بعيد الأضحى والذي أجراه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الموجود في روما بالرئيس الحريري، فزعيم الاعتدال يحمل هموم الهواجس الأمنية وهاجس رئاسة الجمهورية.

أكثر من ذلك، فالرئيس الحريري يُدير ملفَّات تبدأ بملفِّ تسليح الجيش اللبناني الذي بدأه منذ تسلمه المكرمة السعودية بقيمة مليار دولار، مروراً بإدارة توازنات الإعتدال على الساحة اللبنانية، وهي توازنات تزداد صعوبةً في كلِّ مرةٍ تشتعل وتستعر الجبهات في لبنان وتُشكِّل كلُّ واحدةٍ منها قطوعاً كبيراً، وآخر هذه القطوعات ما حصل في جرود بريتال بين حزب الله من جهة وداعش والنصرة من جهة ثانية، والذي كاد أن يُفجِّر الوضع على طول السلسلة الشرقية.

مثل هذه الأوضاع تزيد من تعقيدات الأوضاع اللبنانية وتضاعف من المسؤوليات الملقاة على عاتق الرئيس الحريري الذي يشكِّل ملف الإستقرار اللبناني والذي يعتبر الصيغة اللبنانية هاجسه الأكبر.

على رغم كلِّ هذه الجهود، فإلى متى سيبقى الأفق مسدوداً بالنسبة إلى إنتخابات رئاسة الجمهورية؟

إنَّ أبرز همٍّ عند الرئيس الحريري هو على بند رئاسة الجمهورية، ليس من باب جوجلة الأسماء بل من باب وجوب ملء الفراغ في سدة الرئاسة، فهذا الفراغ طال أكثر من اللزوم، وهو بالأساس ما كان يُفتَرض أن يقع.

لكن هذه الاسباب مجتمعةً فإن الرئيس الحريري يتنقّل بين العواصم وعينه دائماً على العاصمة بيروت، قُبلتُه الوطنية والسياسية الاولى من أجل الوصول بالبلد الى شاطئ الامان في ظل هذه العواصف العاتية التي تضربه من كل اتجاه، أليس هو سرُّ ابيه في الإقدام؟