لا يستبعد مصدر سياسي بارز في 8 آذار امكانية عقد لقاء قريب بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري لحل الملف الرئاسي والتفاهم على مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس العتيد .
لا يسقط السياسي من الحسبان الاشكاليات «الاقليمية» التي تحيط بترتيب هكذا لقاء ، الا انه يشدد على ان اعادة قنوات التواصل المباشر بين نصرالله والحريري يتم ترتيبها وهندستها بدقة وبعيدا عن الاضواء، وقد يكون الحوار الثنائي بين الحزب وتيار «المستقبل» هو المدخل المناسب لاعادة تفعيل العلاقة بينهما.
وفقا لمعلومات السياسي ، ثمة اكثر من جهة ناشطة على خط ترتيب العلاقة بين حارة حريك و«بيت الوسط» ، وهنا يبرز دور ايجابي لكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط ولبعض الدبلوماسيين الفاعلين في لبنان.
وفي هذا الصدد ، ينقل السياسي عن سفير دولة كبرى قوله بأن عودة الحريري الى بيروت يجب ان تتوج بانتخاب رئيس للجمهورية في 2 آذار او في جلسة تحدد لاحقاً خلال الشهر المقبل، وتشديده على ضرورة انهاء الملف الرئاسي بعيدا عن تعقيدات الازمة السورية والخلاف « الايراني-السعودي».
ومن هذا المنطلق ، يشير السياسي الى ان عودة الحريري تعبر عن مسعى جدي من الخارج لتمرير هذه «القطبة الرئاسية» على قاعدة لا غالب ولا مغلوب ، ومحاولة تطويق اية مفاعيل سلبية قد تطرأ على هيكلية النظام السياسي في لبنان تبعاً لتسارع المجريات الميدانية والسياسية في سوريا.
ويلفت السياسي الى ان هم الشيخ سعد حاليا هو العودة مجددا الى رئاسة الحكومة، وهذا لن يكون الا بالتنسيق الكامل مع حزب الله ومحاولة ملاقاته في تأييد مرشحه للرئاسة العماد ميشال عون او بأضعف الايمان تفاهمه مع الجنرال لاقناعه بالتنازل لصالح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ، وقد سمع الحريري هذه النصيحة «قبل وبعد» عودته الى بيروت مرارا وتكرارا.
طبعا، لا يدرج السياسي هذا الكلام في اطار تسليم الحريري بما يريده الحزب ، ولكن من باب تقديمه تنازلاً شبيهاً بالذي قدمه السيد نصرالله حين تخلى عن السلة الكاملة لتسهيل تمرير الاستحقاق الرئاسي.
وفي حين يؤكد السياسي ان تأجيل الاستحقاق الرئاسي ليس من مصلحة احد نظرا لتسارع مجريات الازمات في المنطقة لا سيما في سوريا، يشير في المقابل الى ان الغطاء الاقليمي والدولي المتوفر حاليا لحماية لبنان امنيا وسياسيا من تداعيات ما يحصل حولنا لن يستمر طويلا.