ما إن أعلن خبر الدعوة التي تلقاها الدكتور سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميّل والزيارتين اللتين قاما بهما الى السعودية حتى قامت الدنيا ولم تقعد من جماعة 8 آذاصر خصوصاً “حزب الله” الذي بادر الى إصدار بيان وصف فيه الدعوة بأنها استدعاء… ولأنهم اعتادوا على ديكتاتورية النظام السوري المجرم، فقد نسوا أو تناسوا أنّ الأنظمة الملكية تختلف في التعامل مع ضيوفها، وتستبدل كلمة “الإستدعاء” بـ”الدعوة” التي هي نوع من التكريم وإبداء الرغبة وسمو الأخلاق.
الى ذلك، لا يمر شهر من دون أن يتحفنا بالحضور الى بيروت أحد المسؤولين الإيرانيين من رئيس مجلس تشخيص النظام الى هذا المسؤول الايراني أو ذاك من مختلف المستويات والمسؤوليات في طهران، فكانوا لا يكتفون بالزيارة بل يستغلّون المنابر الرسمية ليدلوا بالتصريحات والمواقف التي بعضها من النوع الاستفزازي… علماً انهم يأتون الى لبنان حيث يقابلون دائماً السيّد حسن نصرالله، وعندما يشعرون بإحراج يعرّجون على الرئيس نبيه بري بزيارة مجاملة، وفي الحال الأكثر إحراجاً يزورون الرئيس سعد الحريري الذي يضطر (من أسف) بروتوكولياً الى استقبالهم، وهم يعلمون أنّه لا يريد مثل هذه اللقاءات لأن لا شيء للبحث بينه وبين الزوّار الإيرانيين وهو العارف بهم وبأنهم مخادعون.
نعود الى زيارة جعجع والجميّل… فلا بدّ من أن تؤدّي هكذا لقاءات وزيارات الى إعادة التوازن في الساحة اللبنانية… خصوصاً وأنّ المملكة كانت منصرفة الى الإهتمام بالتطورات اليمنية، ثم تمّ الإنتقال في رأس القيادة، وترتيب شؤون البيت الداخلي… وقد استفاد المحور الايراني من هذا الوضع لتثبيت نفوذه في لبنان.
ان مثل هذه الزيارات لا تصب الا في خدمة لبنان واللبنانيين جميعاً، وليس كغيرها (الايراني) لدعم فئة معينة دون اخرى من الشعب اللبناني.